• الفصل السادسقفزة الإنسانية نحو العصر الذهبي 2- الأرض ترتقي إلى حضارة مَجرِّية أعلى
      • الأرض ترتقي إلى حضارة مَجرِّية أعلى


        فيما يخص ارتقاء سوية كوكبنا، فتلك خطة كونية يجب أن نلحق بها، وأن نرتقي مع الكواكب الأرقى ذات المستوى الروحي المتطور. تلك هي الخطة، لكن مُنِحَ البشر الإرادة الحرة، والتي لم يستخدموها بحكمة حتى الآن.



         

        تعلموا من دروس المريخ والزهرة

        أن تندمج الأرض مع باقي الكواكب في المجرة؛ إن تلك لرؤيةٌ كبيرة. ليس علينا إلا أن ننظر إلى الكواكب المجاورة لنا، أي المريخ والزهرة لنرى أن تلك الرؤية كئيبة وكارثيّة في حال لم نقم بالخيار الصحيح وبالتغيير الصحيح حالاً.

        أي عالم مختص بدراسة الكواكب يعلم أن المريخ والزهرة مرّا بتغيّرات مناخية دراماتيكية في الماضي شبيهة بالتي بدأنا نشهدها في يومنا هذا. منذ زمن بعيد، كان المريخ والزهرة ذات مرة يشبهان كوكبنا كثيراً، وقد مَلكا ماءً وحياةً وبشراً يشبهوننا. لكن سكان المريخ والزهرة دمّروا المنزل الكوكبي خاصتهم بتربيتهم للكثير من الماشية والدواجن، وأحدثت الغازات المنبعثة أثر غازات الدفيئة غير العكوس، إضافة لغاز كبريتيد الهيدروجين في حالة المريخ. ولذلك لا نرى إلا آثار التضاريس والمحيطات التي كانت هناك ذات مرة.

        حوالي خمسة مليارات كوكب قد دُمِرَت أو أنها تخضع لمصير يشابه ذاك الذي أصاب الزهرة والمريخ. فقط تلك الكواكب التي مَلك قاطنوها مستوى وعي منخفض قد أُهلِكت أو تدمرّت، وليست تلك ذات المستوى العالي.

        على الزهرة، تسخّنت الأجواء واختنقت بثاني أكسيد الكربون، وذلك ما سماّه العلماء بـاحترار عالمي مُنفلت، ويضيفون أن ذلك ما يمكن أن يكون عليه مستقبل الأرض.

        إن الكواكب التي تم إنقاذها من الدّمار، كالزهرة مثلاً، نجيت لأن مجتمعاتها غدت نباتية صرفة - وأقصد كوكبي الزهرة اللذين تم إنقاذهما، فقد ذكرت آنفاً أنه كان هناك أربعة كواكب تُدعى الزهرة، لكن فقط اثنان منهما أُنقذا لأن مجتمعاتهما أصبحت نباتية تماماً، أما الكوكبان الآخران فقد دمِّرا؛ فأحدهما اختفى كلياً، والآخر

        يغلي حراً، غيرَ مسكون، لأن القاطنين لم يكونوا نباتيين.

        معظم الناس على المريخ لم يعلموا بذلك أو لم يصغوا إلى أن الحمية النباتية كانت هي الحل. حَلَّ الدمار بالمريخيين ذات مرة ولم ينسوا ذالك الدرس الموجع أبداً منذ ذلك الحين، وقد كانوا لطفاء جداً بحيث أرسلوا عبر الاتصال بنا رسالة لسكان الأرض تقول : “كونوا فاضلين، وأنقذوا وطنكم قبل فوات الأوان نحن نقترب من فوات الأوان، فقد وصلنا تقريباً إلى نقطة اللاعودة. إن ذلك هو السبب الذي يكمن خلف محاولاتنا المستمرة حالياً لنشر رسالة الحل: الحمية النباتية الصرفة. إن الحل يقدّم قدرة طبيعية لإيقاف الاحترار العالمي لأن له قدرةً أخلاقية. وينضوي أيضاً على طاقة مثبتة علمياً كمثل الشبيه يجذب الشبيه علينا أن نحترم الحياة، وحينها سنولد أسباب الحياة.

         

         أصدقاءٌ نبلاء في المجرات ينتظرون

        وكما يوجد العديد من الكواكب غير النباتية، فهناك أيضاً الكثير والكثير من الكواكب النباتية، بل إنها لا تحصى إذ يوجد في مجرتنا وحدها عدد كبير جداً. إن تلك الكواكب ذات المجتمعات النباتية هي أكثر منّا تقدماً، فهم يملكون مثلاً أحزمة يطوفون بها، والكثير من الأمور التي لم نستطع حتى أن نحلم بها.

        يستطيع هؤلاء الناس في تلك المجتمعات أن يستمتعوا بكثير من أوقات الراحة ويطوروا هواياتهم ومواهبهم، وأن يكتشفوا قدراتهم الكامنة بطبيعة الحال. لهذا السبب نجد الكثير من الابتكارات المدهشة قد وُلِدت هناك، ويحدث الكثير من الأمور الرائعة لأن الناس مرتاحون ويؤدّون عملهم على أكمل وجه. لا أحد يخشى نقص ضروريات الحياة المادية هناك، لذلك تملأ حياتهم الحرية والسعادة. ألا يبدو ذلك رائعاً؟

        كل تلك المجتمعات كما ذكرت نباتية صرفة أيضاً، ومفهوم الحياة لديهم واضح جداً جداً، وغير أناني وغير مشروط، ويتميز بالذكاء الشديد. لم أرى حتى الآن حضارة واحدة متقدمة جداً وسعيدة وبهيجة إلا وكان مجتمعها نباتياً صرفاً.

        أيضاً، حين نتوقف عن القتل سنخلق جواً من المحبة والود بحيث يجذب الكائنات النبيلة الأخرى في المجرة لينضموا إلينا ربما أو للتواصل معنا.

        إذا حدث بطريقة ما أن سنحت لنا الفرصة لمعرفة ذاك النوع من الكواكب أو ذاك النوع من الكائنات المتطورة، فإن سعادة وسلام ذاك الكوكب أو قاطنيه ستجعلنا نشعر بالحسرة لمجرد وجودنا هناك وبلامبالاة من أجل مكاسب وملامة هذا العالم، وسوف نغادر هذا العالم فوراً في أي وقت لو سنحت لنا الفرصة بالانضمام إليهم، لكن بما أننا لسنا متطورين مثلهم روحياً وعقلياً ونفسياً وحكموياً، فبعضنا ليس كذلك لذا لا نستطيع الاقتراب كثيراً منهم ولا الانضمام إليهم، ولا يمكن لكوكبنا أن يُصنف كواحد منهم.

        هكذا، فهم ينتظرون بفارغ الصبر، فما انفكوا ينقلون إلينا رسائل تقول أننا يجب أن نتطور أكثر حتى نستطيع اللحاق بكامل النظام في المجرة وأنهم متأهبون دوماً لمساعدتنا على ترقية مستوى إدراكنا الروحي، وقدراتنا العقلية والتقنية أيضاً. وفي ذات الحين لن يفرضوا علينا إرادتهم، فهم ينتظرون وينتظرون وينتظرون من أجلنا حتى نغدو جاهزين. طالما لم نختر أن نعيش وفقاً للمقاييس الكونية الرفيعة سيصعب علينا أن نجد السلام الداخلي، وسيصعب وجوده أكثر مع الكائنات الأخرى في الكون. سنكون في منأى عن التواصل مع مواطني الكواكب المجاورة ولذلك لن نعرف بوجودهم.

        بكل الأحوال، ليس من الصعب تغيير كل هذا، فقط علينا أن نرجع إلى ذاتنا المحبة الأصيلة لأن ذلك ما نحن عليه، فنحن الحب، ونحن الإلهي، ونحن الرحمة، ونحن أفضل ما في الكون لكنّنا ننسى فقط.

         

         Previous      Next   
    • الفصل 1.
      الفصل 2.
      الفصل 3.
      الفصل 4.
      الفصل 5.
      الفصل 6.

    • Home  |   Author   |   News  |   Columns  |   Reviews  |   Quotes  |   Resources  |   Download  |   Feedback  |   Read in HTML for slow internet connection
    • For the latest urgent messages, please visit www.SupremeMasterTV.com For other publications and Artworks by Supreme Master Ching Hai, www.LoveOceanCreative.com
    • © 2011 The Supreme Master Ching Hai All rights reserved. *