امنح الحياة لتصون الحياة
قبل أن نتوقع من الأسد أن يستلقي بسلام إلى جانب الحمل، يجب أن نقوم بذلك نحن البشر.
أكل اللحوم يقتل الحيوان والإنسان على حدٍ سواء
إن أكل اللحوم هو أشد السلوكيات وحشية يمكن لنا أن نرتكبها، بحق أنفسنا. حتى إن لم نقتل الحيوانات بأنفسنا، فما زلنا مسؤولين عن موتها.
من أجل اللحم، نحن نقتل حرفياً المليارات من الحيوانات. والرقم يثير العجب فعلا وهو خمسة وخمسين مليار حيوان، أي أن ثمانية أضعاف عدد البشر بأكملهم يُقتل من أجل الاستهلاك البشري في السنة وكل سنة. 103 هذا ولم نأت على ذكر المليارات من الأسماك التي تهلك، إذ نُمنى بخسارة تقدر بقتل أكثر من مئة وخمسة وخمسون مليون كائن كل يوم.
تُصنف منتجات الحليب ومشتقاته إلى جانب اللحوم لأن الوحشية والتعذيب ذاتهما موجودان في هذه الصناعة، والنتيجة النهائية تكون موتاً مروِّعاً لهذه الحيوانات المسكينة. ليس هناك من رحمة في صناعة الألبان أيضاً.
كذلك يموت الكثير من البشر كل سنة نتيجة للحوم والأسماك وكل الأمور التي ترتبط بالاستهلاك الحيواني. هناك ما يقارب ثلاثة وثلاثين مليون إنسان يصابون سنوياً بأمراض مرتبطة بتناول اللحوم، كالقلب والسرطان والعديد من الأمراض الأخرى التي تستلب حياة أكثر من تسعين ألف شخص يومياً. ولدينا أولائك الأشخاص الذين لا يستطيعون الحصول على الطعام لأن الحبوب التي يحتاجونها تستخدم لإطعام الحيوانات التي ستقتل لاحقاً من أجل لحومها. هناك خمسة وعشرون ألف إنسان يموتون جوعاً، وبشكل غير مباشر بسبب اللحوم. 104
لدينا مئات ألوف الأشخاص الذين يموتون سنوياً كضحايا الاحترار العالمي الذي تسببه اللحوم، ولدينا عشرات الملايين الذين يتشردون نتيجة التغير المناخي، نسميهم “ لاجئو المناخ” إن كان بإمكاننا إطلاق هذه الصفة على حالتهم؛ في الحقيقة لا توجد لديهم “حالة” حتى لنسميها.
لم نأتي على ذكر الحياة البرية البريئة والحيوانات المحلية التي تعاني من
مشاكل مرتبطة باللحوم بشكل أو بآخر.
اللحوم تسبب الاحترار العالمي، وتقتل، وتقتل، وتقتل .لذلك فاللحوم جريمة، والجريمة يجب أن تتوقف.
ذبح الحيوانات: جريمة في حق الوئام والانسجام العالمي
ليس هناك أزمة أخلاقية أكبر من التي نخلقها جراء المذابح الجماعية للكائنات الحية اللطيفة والبريئة، نفعل ذلك من أجل متعتنا فقط، بالمقابل لدينا خيارات أخرى كثيرة.
يُعد هذه القتل الجماعي جريمة موجهة نحو الاتساق العالمي. تولّد طاقة القتل هذه طاقة سلبيةً وتعزز بدورها الطاقات السلبية الأخرى التي تسعى لانحطاط مجتمعاتنا وتدمير عالمنا.
لقد خلقنا الكثير والكثير والكثير من الطاقة السلبية بقتلنا لمليارات ومليارات الحيوات البريئة الواعية، ولملايين من إخوتنا البشر، لآلاف السنين وبشكل مباشر أو غير مباشر؛ مباشر أي في الحروب، وغير مباشر أي بسبب الأوبئة التي صنعناها بأنفسنا، كالطاعون الدّبليّ، والطاعون الرئوي، وإنفلونزا الخنازير الجديدة، وإنفلونزا الطيور...إلخ.
ليست مصادفة أن يكون سبب الاحترار العالمي الرئيسي هو تناول اللحوم، فالعديد من المشاكل الصحية الرئيسية في العالم تتأتى من تناول اللحوم. من هنا، فإن أكل اللحوم هو سلوك وحشي بحق الحيوانات، وسلوك وحشي بحق سلامتنا، وسلامة أطفالنا، وسلوك وحشي بحق كوكبنا. كونوا نباتيين، ولن نعاني من شاكلة العواقب تلك مراراً وتكراراً على الإطلاق.
يجب علينا أن نتوقف عن قتل الإنسان والحيوان، ويجب أن نتوقف عن تصنيع المنتجات الحيوانية، وأن نتوقف عن استخدامها بداية. ثلاث أمور توقفوا عنها: توقفوا عن القتل، توقفوا عن الإنتاج، وتوقفوا عن الاستخدام. بالطبع ذلك يشتمل التوقف عن تناول اللحوم.
عندما يستوعب الناس الحقيقة الرهيبة وراء الزراعة الحيوانية، ومدى براءة الحيوانات التي تضحي بحياتها، سيكون من السهل حينها إدراك عدم ضرورة أكل اللحم الميت العائد لكائن آخر، بل وإن ذلك يلطخ أيدينا بآثاره الدامية.
استعيدوا التناغم مع الطبيعة
يجب أن نتذكر جميعاً أننا نتشارك الوجود هنا على هذا الكوكب، ونتشارك الماء والهواء، والموارد والغذاء؛ كل ما هنالك في الطبيعة نحن نتشاركه. كونوا نباتيين، وصيروا أصدقاء للبيئة، وأنقذوا لهم كوكبهم؛ هذا الكوكب الذي يخص الحيوانات أيضاً. إنها صدقاً الطريقة الأفضل لاستعادة التوازن البيئي وضمان أعلى درجات السلام.
" نحن جزء من الأرض وهي جزء منا. فالورود الفواحة هي أخواتنا، والغزال والحصان والعقاب العظيم كلهم أخوتنا. ما قيمة الإنسان من غير الحيوانات؟ إذا ما اختفت الحيوانات جميعاً، سيموت الجنس البشري من شعوره بعزلة روحية عميقة. إن قمم جبال روكي الشامخة، وأخاديد الريف الرطبة، ودفء التواصل بين الفرس والإنسان كلها تنتمي لنفس العائلة. إن الأرض لا تنتمي للإنسان، بل هو الإنسان الذي ينتمي إلى الأرض."
~ الزعيم سيلث، زعيم أمريكي أصلي من قبيلة دواميش، والذي سميت مدينة سياتل بولاية واشنطن تيمناً باسمه.
تخيلوا الكوكب من دون حيوانات على الإطلاق. كل الكلاب قد اختفت، والقطط وجميع الطيور والأسماك، والثيران والفيلة؛ تخيلوا أنه لا أحد من الحيوانات استطاع النجاة، كيف سنتمكن حينها نحن من العيش؟ وكيف سنشعر بالوفرة في حياتنا؟ ستبدو الحياة جافة بلا معنى.
إذا ما احترمنا الحياة كلها، فلن ننهي حينها أي حياة. فالأرض تزود الإنسان والحيوان بأسباب الحياة وبالقدر الوافر. لسنا بحاجة أن نعيش بطريقة تسبب الألم أو الأذى لأي كائن حي. وذلك يعني نظاماً غذائياً خالياً من المنتجات الحيوانية مراراً وتكراراً...وتكراراً.
إذا ما عاشت البشرية كلها على النظام الغذائي الخالي من المنتجات الحيوانية، وباحترام للطبيعة ولأشكال الحياة الأخرى، سيكون لدينا حينها جنة على الأرض. وستغتفر جميع الأخطاء، وسيغدو كل شيء حسناً وجيداً. سيستعيد الكوكب عافيته، وستكون الحيوانات شاكرة، والبشر أصحاء جميعاً، وسيمسي الجميع سعيداً ومباركاً. ذلك فقط ما علينا أن نكونه.
الحيوانات تجلب الحب لهذا العالم
أتت الحيوانات في الحقيقة لتساعد الجنس البشري. وكما يقول الكتاب المقدس: "لقد جعلتهم ليكونوا أصدقاء ومساعدين لكم. "وهذه حقاً هي الحقيقة. لكن ليس بإمكان كل إنسان أن يستفيد من هذه المساعدة، ذلك مؤسف، فبدلاً من ذلك، يقوم الإنسان بقتل الحيوانات.
وضع الله كل شيء على الأرض لغرضٍ ما، يجب أن لا نقتل أي شيء، أو نأكل أي شيء عدا الطعام النباتي.
أتت الحيوانات إلى هذا الكوكب لتؤدي دوراً خاصاً. إن العديد منها يستطيع أن يجذب الطاقة الإلهية من السماوات، أو الحب، بمجرد وجودها هنا، بعضها كالأحصنة والأرانب، يستطيع أن يحمي الأشخاص الذين يقومون برعايته من التأثيرات السلبية أو يعينهم ليحققوا صحة جيدة، أو حظاً جيداً، وحتى للحصول على مقتنيات مادية، أو يساعد على الابتهاج والرفعة الروحية. فهي ترعانا بهدوء وتواضع وتبث لنا البركات كيفما توجهنا. يأتي بعضها الآخر من مستويات وعي عُليا، وهي تنزل لتساعد الجنس البشري أو المخلوقات الأخرى على الأرض، وتتخذ هيئة الحيوانات فقط.
لدى الحيوانات دور نبيل وحيوي جداً على المستوى المادي، فبعضها كحمار الوحش، والقردة، والببغاوات البرية تساعد على نشر البذور، بينما يقوم النحل مثلاً بتلقيح المحاصيل والنباتات الأخرى، والبعض الآخر يحافظ على صحة الغابات والمحيطات. إن الحيوانات تساعد البشر بشكل مباشر أيضاً.
لقد قرأت في الصحف، وسمعت في الراديو، وشاهدت في التلفزيون العديد من الحيوانات النبيلة التي قامت بإنقاذ أناس عديدين، وتقوم الحيوانات أيضاً بالتضحية بحياتها لإنقاذ ذويها. ونجد أننا يجب أن نتعلم من كل هذه الحيوانات الذهبية.
) انظر الملحق 10 لمراجعة نص التبصر الروحي لكبيرة المعلمات عن الـ:
م.ن أو معدل النبل، والـ: م.ح أو معدل الحب لدى الحيوان والإنسان،وهو ما يشبه
الـ: م.ذ أو معدل الذكاء كما هو معروف(
هيا نخلق جنة على الأرض
بطريقة العيش النباتية الصرفة العضوية، والتي هي جزء من المهمة البطولية لكل شخص، فإن جهودنا مجتمعة ستجعل العالم بالتأكيد مكاناً آمناً ومؤمَّناً لكل من البشر والحيوانات رفقاء عيشنا الأحباء.
سيكون الأمر كما لو أن الجنة أصبحت على الأرض، حيث سيكون لكل شخص الحق في الحصول على الخدمات والموارد الاجتماعية، وسيوزع كل شيء بالتساوي، وسيتم احترام وحب كل شخص والعناية به كما لو أنه كان تماماً الشخص الأول أو الأخير أو التالي.
حوار بين المعلمة وأحد االتلاميذ
س: أيتها المعلمة، كيف سيكون العالم إذا ما عاش الناس
والحيوانات معاً بسلام؟
المعلمة: نعم، سيكون هناك سلام كبير على الأرض،
وأعني – سَـ لـَ ا مْ- بحروف كبيرة.