• الفصل الثاني علامات التحذير لإيقاظ الإنسانية > 1-إن الواقع أسوأ من أسوأ سيناريو متوقع
      • 1- إن الواقع أسوأ من أسوأ سيناريو متوقع


        إن الطريقة التي يعدو بها التغير المناخي في الوقت الراهن هي أسوأ من أسوأ السيناريوهات المتوقعة والتي عرضتها هيئة التغير المناخي الاستشارية الغير حكومية في الأمم المتحدة (IPCC) ، نتيجة للآثار المدمرة والفادحة التي غالباً ما نراها الآن بسبب الأحوال المناخية الشديدة كالأعاصير والفيضانات والجفاف وموجات الحر. وحتى لو قلل العالم من انبعاثات الغازات الدفيئة، فسيستغرق الكوكب وقتا ليتعافى من الغازات التي في أجوائه.

        من هنا تتأتى أهمية تركيزنا على الغازات ذات العمر القصير، وتحديدا الميثان. فغاز الميثان يحتبس الحرارة أكثر بـ 72 مرة على الأقل من ثاني أكسيد الكربون في معدلات قياسه على مدار أكثر من عشرين سنة. إن أكبر مصدّر لغاز الميثان هو الصناعة الحيوانية، وهي بالفعل أحد أهم مسببات الاحترار التي يجب إيقافها. لكن دعوني أولاً أن أتشارك وإياكم البراهين الأخيرة لآثار التغير المناخي على حياة الإنسان والحيوان.

        ذوبان جليد القطبين

        ذوبان القطب الشمالي

        قد يخلو القطب الشمالي من الجليد في عام 2012 أي أبكر بحوالي70سنة من تقديرات الـ .(IPCC) ومن دون الجليد الواقي الذي يعكس أشعة الشمس فإن 90 %  من حرارة الشمس ستتغلغل في المياه المفتوحة، مسرعة بذلك الاحترار العالمي. 16

        يعتبر التغير في الغطاء الجليدي القطبي الشمالي تغيّراً دراماتيكياً، ويقول الأخصائيون المناخيون أنه قد تبقى 10 % فقط من طبقة الجليد القديمة السميكة، بينما أكثر من 90 % يشكلها الجليد الرقيق المتشكل حديثا. 17

         

        دورة الأثر الارتدادي والاحترار العالمي الصاروخي

        سيذوب الجليد بشكل أسرع إذا أصبحت مياه البحار أكثر دفئا. وعندما يذوب الجليد بالكامل لن يبق ما يعكس الحرارة باتجاه الفضاء، من جهة ستصهر الحرارة الجليد بطبيعة الحال وتسخن الماء أكثر من جهة أخرى، وستتعاون الجهتان على إذابة الجليد أكثر وتسخين الكوكب أكثر وهكذا. أترون الحلقة الشيطانية؟

        المعدل الشهري لامتداد جليد المحيط المتجمد الشمالي

        من أيلول 1979 وحتى 2010



        المصدر: مركز بيانات الثلج والجليد الوطني،

        http://nsidc.org/arcticseaicenews/index.html

         

        لذلك لم يتمكن العلماء في ما مضى من التنبؤ بهذا بشكل دقيق، ولكنهم الآن يقظون جداً، ويراقبون الوضع عن كثب، الحقيقة أننا لا نفعل ما يلزم بالسرعة الكافية. 18

         

        ذوبان القطب الجنوبي وغرينلاند

        بينما تواصل الصفائح الجليدية الضخمة ذوبانها في غرينلاند وكذلك القطب الجنوبي، يُتوقع أن يتبع ذلك حدوث عواصف أقوى وارتفاع مستوى مياه البحر بشكل كارثي. وذوبان الصفيحة الغربية من القطب الجنوبي بالكامل، سيرفع مستوى مياه البحار العالمي بمعدل 3.3 إلى 3.5 متر على الأقل أي 10.8 -) 11.8أقدام(،  19 مؤثرة في حياة 2.3 مليار إنسان يقطنون على مسافة 200 ميل من الشريط الساحلي وهؤلاء نصف عدد سكان العالم.

        يقول العلماء الأمريكيون من المركز الوطني لبيانات الثلج والجليد أنه إذا ما قُدّر لجليد القطب الجنوبي أن يذوب كله، فيمكن لمستوى سطح البحر أن يرتفع لأعلى مما هو متوقع، ويقول البعض قد يتجاوز هذا الارتفاع ال 70 متراً أي)  230قدما( والذي يُعد أمراً مهلكاً للجميع على الأرض. 20

         

        أراضٍ تغرق و لاجئي الكوارث البيئية

        بينما نحن نتكلم هناك جزر تغرق الآن نتيجة لمستويات مياه البحار المرتفعة، إضافة إلى 40 جزيرة أخرى مع جزيرتي توفالو وتونغا يتوجب عليها جميعا القيام بالتخطيط لهجرة شاملة عن الوطن.

        صرح تقرير صدر عن المنظمة الدولية للهجرة أن عدد الأشخاص المعرضين ليصبحوا لاجئين بيئيين سيكون 200 مليون شخص و حتى سيرتفع هذا الرقم إلى المليار بحلول عام 2050 ، أو ربما سنشهد ذلك بأم أعيننا قريباً 21 .

        سيكون هؤلاء أناساً توجبت عليهم مغادرة جزرهم أو مساكنهم القريبة من الشاطئ نتيجة ارتفاع مستوى مياه البحر أو نتيجة ذوبان الطبقات المتجمدة الدائمة، حيث يتسبب ذلك بغرق وانهيار مجتمعات بكاملها أو حتى أمم. 22

        )راجع الملحق 1 للحصول على بيانات عن ارتفاع مستوى سطح البحر وآثاره على مستوى العالم.(

         

        دراسة ارتفاع مستوى سطح البحر



        المصدر: تقرير الـ( IPCC )  عن التقييم الرابع، 111 ، الشكل 1

         

        هيدرات الميثان: قنبلة موقوتة وشيكة

        هناك تغيّر قطبي شمالي آخر هو ذوبان الطبقات المتجمدة الدائمة، وهي طبقات من الأرض متجمدة بشكلها الطبيعي، تحتوي على مخازن كبيرة من غاز الميثان )هيدرات الميثان (كان ذوبان هذه الطبقة في السنوات القليلة المنصرمة السبب في تحرر غاز الميثان بنسب جوية ارتفعت بشدة منذ عام 23 .2004

         

         


        إن مجرد زيادة طفيفة في درجات الحرارة سوف تتسبب في تصعّد هذه الغازات واندفاعها إلى الجو، الأمر الذي سيحدث ارتفاعاً أشد في درجات الحرارة، مما سيساعد على انطلاق غاز الميتان بكميات أكبر من التي يتم تسجيلها الآن، والتي ستزيد من احترار الأرض والبحار بشكل أكبر، وهلم جرا. هناك 400 غيغاطن من غاز الميتان مختزنة في مناطق سهول التوندرا القطبية الشمالية المتجمدة، حيث تكفي هذه الكمية لإشعال فتيل سلسلة التفاعلات هذه... وما إن يحدث ذلك، حتى تسبب تلك الدورة احتراراً عالمياً مجنوناً ”. 24

        ~ الجيولوجي جون أتشسون

         

        إن احتراراً عالمياً يتعدى الدرجتين) 2 درجة سيلسيوس( سيتسبب بإطلاق

        مليارات الأطنان من هيدرات الميثان من قعر المحيط إلى الجو، محدثاً انقراضاً

        جماعياً لكل أشكال الحياة على هذا الكوكب.

        ليس ارتفاع مستوى مياه البحر هو ما يقلقنا فقط بل أيضا الغازات؛ سلفات الهيدروجين، الميثان، وكل أنواع الغازات في المحيط 25.

        وسيذوب الجليد أكثر إذا ما انطلق الميثان من الطبقات المتجمدة، و كذلك من المحيط، ومن كل الصناعات الحيوانية، وتربية المواشي. فكل المصادر تجتمع سوية، وذلك سيبقي الميثان في الجو لفترة طويلة.

        عند الوصول إلى نقطة اللاعودة والتي تقترب بشكل مُتسارع؛ لا يمكن لأي تغيير أن يحدث على الإطلاق. لاشيء يمكن أن يساعدنا حينها، وربما لن ينجو أحد، أو سينجو عدد قليل جداً. ما إن يُدمَّر الكوكب، سيبدو كالمريخ؛ غير قابل للعيش. يستغرق الأمر ملايين السنين وأحيانا مئات ملايين السنين حتى يسترد أي كوكب عافيته، إذا ما قُدّر له أن يتعافى في الأصل.

        سنقدر على إيقاف التغير المناخي كلما تغيرنا بشكل أسرع، حينها سيصبح حالنا أفضل، وسنقدر على إيقاف التغير المناخي. ليصبح في مقدورنا استعادة الكوكب بسرعة كبيرة، وفي وقت لا يُذكر. لكن إن لم نفعل، سيُدمّر هذا الكوكب بسرعة، وفي وقت لا يُذكر.

        تراجع المَجْلدات ونقص المياه

        آثار تراجع الأنهار الجليدية

        ستختفي معظم أنهار الكوكب الجليدية في بضعة عقود، مهددة حياة أكثر من مليارين إنسان. مليار منهم، سيعانون من آثار تراجع الأنهار الجليدية في الهمالايا، التي تتراجع بمعدل أسرع من أي مكان في العالم، علماً بأن ثلثا مَجْلدات المنطقة والتي يبلغ عددها أكثر من18.000  مَجْلدة تتقهقر. 26

        إن الآثار الابتدائية لذوبان المَجْلدات عبارة عن فيضانات مدمرة وانهيالات الصخور والتربة. وبينما تواصل الأنهار الجليدية تراجعها ستكون النتائج هطولات مطرية ضعيفة، وقحط مدمر، وعوز في المياه. 27

         

        الوضع المأساوي للأنهار الجليدية في العالم

        في ولاية مونتانا الأمريكية حيثمنتزه الأنهار الجليدية الوطني ستذوب تلك المَجْلدات المشهورة خلال عقدٍ من الزمن28 . وسيجف نهر كولورادو {الذي يتغذي من كتل الثلوج ويزوّد سبع ولايات غربية بالماء} بشكل تدريجي . 29 وكذلك في البيرو التي تعد موطناً لـ 70 %  من مجمل مساحة الأنهار الجليدية في جبال الأنديز، بقممها التي تزود سكان البلد بالماء والطاقة الهيدروليكية. يتوقع أن يختفي كل ذلك بحلول عام 2015 ، أي في السنوات القادمة القليلة!! 30

        )راجع الملحق 2 لمزيد من المعلومات عن تراجع المَجْلدات في العالم.(

         

        الصيد الجائر، المناطق الميتة وتحمَََََّض المحيطات

        وجدت  "لجنة يبو الأمريكية" أن الصيد الجائر هو أعظم خطر يتهدد نظام الحياة البحرية البيئي، يتبعها مباشرة بالأثر مياه الجريان السطحي الزراعية التي تتضمن الأسمدة الحيوانية والكيماوية المستخدمة في إنتاج محاصيل الأعلاف. 31 إن التغيير المناخي يخلق مساحات بحرية تعرف بالمناطق الميتة، والتي تَعد الآن أكثر من أربعمائة منطقة. إن هذه المساحات الميتة تشكلت نتيجة التدفق الكبير للأسمدة الصادرة عن الصناعة الحيوانية نحو البحر، مساهمة إلى جانب نقص الأكسجين الضروري لدعم الحياة. 32


        تقول تقديرات العلماء أن 90 % أو أكثر من الأسماك الكبيرة في المحيط قد اختفت على مدى الـخمسين سنة الماضية نتيجة للصيد التجاري. 33

                                                        

                                                         



        والمياه الملوثة بالمد الأحمر الذي يتسبب بالمناطق الميتة عل شاطئ كوباكبانا، ريو دي جينيرو، في البرازيل. ويحذرون قائلين بأنه في المعدل الحالي من الصيد سيكون هناك اندثار عالمي لكل الأنواع التي يتم اصطيادها بحلول عام 2050 ، ويؤكدون على أن الجهود التي ستبذل في سبيل استعادة التوازن يجب أن تبدأ فوراً. 34

        إن افتقاد بعض أنواع السمك ساهم في رفع نسبة الحموضة في المحيط، التي بدورها تقلل من قدرته على امتصاص ثاني أكسيد الكربون. وهكذا يتم إبعاد الحيتان والدلافين وأحيانا بالمئات دفعة واحدة من المحيط عندما تزداد الأمور سوءً؛ فالمياه باتت تخنقها، لتموت على الشاطئ لأنها لم تعد تقوى أبداً على احتمال هذا الوضع المسموم في مياه البحر . 35

         

        خسارة الأجناس البحرية عالمياً

        الانهيار الحالي في معدلات الصيد

        المصدر: ب.وورم ات آلخسارة الأجناس البحرية المتسارعة تهدد استقرار الإنسانالعلوم، 3 نوفمبر 2006

        http//www.compassonline.org/pdf_!les/WormEtAlSciencePR.pdf

         

        الظروف المناخية الشديدة

        شهد العقد الماضي مرتين على الأقل أعلى معدلات حرارة سنوية تم تسجيلها على الإطلاق في تاريخ كوكبنا. ففي عام 2003 ، اجتاحت أوروبا موجة حر غير مسبوقة أخذت معها عشرات آلاف الحيوات. كما أضرمت موجات الحر أسوأ وأشد الحرائق في تاريخ استراليا كله. 36 وشهدت "ولاية بويبلا" في المكسيك ارتفاعاً في أعداد حرائق الغابات على مدى السنين القليلة المنصرمة؛ وتناقصا في الهطولات المطرية بلغ 200 ليتر للمتر المربع، وكان هناك ازدياد في معدل درجات الحرارة السنوي حيث بلغ 17.5 درجة سيلسيوس. ودرجات حرارة فصل الشتاء هي الأخرى كانت أعلى من الطبيعي.

        في السنوات الخمس الأخيرة (2003 – 2007) شهدت البيرو على الأقل ثلاث موجات حرارية شديدة وفيضانات أضرت بـخمسمائة ألف مواطن. خلال ثلاثين سنة فقط ازدادت الفيضانات بنسبة 60 % والمسيلات الطينية بنسبة 37.%400 وأعلن الرئيس البيراني "غارسيا" عام 2009 حالة الطوارئ التي ارتبطت بظروف التغيير المناخي نتيجة موجة الصقيع والبرد في منطقة الأنديز الجنوبية والتي أودت بحياة مائتان وخمسون طفلا و أسقمت الكثيرين . 38

        )راجع الملحق 3 لقراءة آخر البيانات حول الظروف الجوية الشديدة حول العالم.(

        لا يُعرَّف المناخ ببساطة على أنه معدل درجات الحرارة ونسب الأمطار، بل يتعدى ذلك إلى نوع وكثافة و تكرار أحوال الطقس. إن التغيّر المناخي الذي سبّبه الإنسان قادر على تغيير مدى انتشار وخطورة الظروف المناخية العنيفة كموجات الحر وموجات البرد، العواصف، الفيضانات و الجفاف”. 39

        ~ الوكالة الأمريكية لحماية البيئة.

         

        وقوع الكوارث الطبيعية بشكل متكرر

        الجفاف، التصحر، والحرائق:

        وفقا لما تقوله الأمم المتحدة فإن التصحر الذي غالباً ما ينجم عن قطع الكثير من الأشجار وأضرار أخرى عديدة ناتجة عن هكذا أفعال كتأمين مراعي للماشية يؤثر على استقرار أكثر من مليار ومائتي مليون إنسان في أكثر من مئة دولة معرضة للخطر.40  أيضاً ستجف موارد المياه العذبة الثمينة هي بدورها، كطبقات الصخر المائية أسفل مدن رئيسية في العالم كـ (بكين ودلهي وبانكوك وولايات الغرب الأوسط الأمريكية وعشرات المناطق الأخرى). بينما تنخفض أنهار الغانج، الأردن، النيل ويانغ تسِه لتمسي أشبه بالجداول الهزيلة في غالبية أيام السنة.

        في أثناء القحط الذي أصاب الصين عام 2009 والذي كان الأسوأ منذ خمسة عقود، هلكت المحاصيل الأساسية في اثنا عشرة إقليم شمالي على الأقل، وكلف ذلك الدولة مليارات الدولارات كمساعدات للمزارعين المتضررين على أثر الجفاف. 41

        وأيضاً شهدت نيبال واستراليا في عام 2009 ، حرائق هائلة، إذ زاد من شدّة استعارها ظروف الجفاف . 42 وفي إفريقيا، شلّ الجفاف حركة الناس سيما في الصومال وإثيوبيا، وفي السودان وكثير من البلدان لم نذكر إلا بعضها. ويقول الباحثون أن الغرب الأمريكي يواجه أزمة جفاف مهلكة، حيث أن الثلوج في أعالي الجبال تذوب محررة كميات ضخمة من احتياطي المياه.

        )راجع الملحق 4 لمزيد من المعلومات عن كوارث الجفاف والحرائق الكبرى في العالم (

         

        العواصف والفيضانات المتزايدة:

        لوحظ أن" مدة وشدة" الأعاصير والعواصف الاستوائية قد ازدادت بنسبة%100  على مدى الأعوام الثلاثين الماضية ويقول العلماء من معهد ماساتشوسِتس للتكنولوجيا في الولايات المتحدة (MIT) من المرجح أن الأمر ناجم عن ارتفاع درجة حرارة المحيطات نتيجة التغيّر المناخي. ووفقا لأبحاث معهد جورجيا للتكنولوجيا في الولايات المتحدة فإن عدد الأعاصير من الدرجتين الرابعة والخامسة وهي الفئات الأشد تدميراً قد تضاعف على مدى  الخمسة وثلاثون سنة الماضية، علماً بأن أعاصير الدرجة الخامسة تسبب أكبر درجة من الدمار في المدن الرئيسية. وقد ازدادت أيضا شدتها ومدتها بنسبة %75 منذ السبعينات. إحدى هذه العواصف، والتي مازالت آثارها مرئية ومحسوسة، كان الإعصار كاترينا عام 2005 ، والذي دمّر على وجه الخصوص، مناطق من نيوأورليانز،حيث مازال الناس هناك يستعيدون منازلهم وحيواتهم حتى يومنا هذا.


        وصرحت الإدارة الوطنية الأمريكية لشؤون المحيطات وطبقات الجو أنها سجلت عام  2008، وللمرة الأولى على أراضي الولايات المتحدة، ستة أعاصير استوائية متعاقبة بلغت اليابسة.



        أعمال الإغاثة التابعة للإتحاد العالمي لكبيرة المعلمات تشينغ هاي، في باكستان، 2010

         


        أعمال الإغاثة التابعة للإتحاد العالمي لكبيرة المعلمات تشينغ هاي، في هاييتي، 2010

         

        ويعد المحيط الهندي وشمالي المحيط الأطلسي أشد المناطق استقطاباً للأعاصير.

        )راجع الملحق 5 لمطالعة آخر البيانات عن أكبر كوارث الفيضانات في العالم.(

         

        الزلازل:

        اكتشف العلماء أن الهزات الأرضية مرتبطة بالاحترار العالمي؛ فبينما يذوب الجليد عند القطبين وتحت غرينلاند، يتبدل الضغط بدوره على صفائح الكرة الأرضية، الأمر الذي يمكن أن يحفز حركتها مسببة الزلازل. ومن أكثر الكوارث مأساوية في عصرنا كانت موجة التسونامي التي ضربت إندونيسيا عام 2004 حيث نشأت عن زلزال في عرض البحر، وقد جلبت الكثير من الأسى على الشعب الإندونيسي وعلى شعوب العالم أيضاً.

        )راجع الملحق 6 لمطالعة آخر البيانات عن كوارث الزلازل في العالم.(

         

        غزو الحشرات:

        خسرت الولايات المتحدة قرابة المليون أكراً من غابات الصنوبر في جبال روكي نتيجة اجتياح حشرات الخنفساء، وتعود أسباب هذه الظاهرة إلى الاحترار العالمي. وتتعرض كندا أيضاً لأوضاع مماثلة.

         

        إزالة الغابات

        الغابات المطيرة هي رئتا كوكبنا. ولكن بينما تُقطع الأشجار وتصبح النباتات أكثر جفافاً بسبب تعرضها لأشعة الشمس، فهي ستطرح ثاني أكسيد الكربون بدلاً من امتصاصه. وها نحن ذا أمام خطرٍ آخر يهاجمنا.

        في البرازيل، تَحول 90 % من أراضي الغابات المزالة منذ عام 1970 إلى مراعٍ للحيوانات أو لزراعة الأعلاف . 43 وبنما نحن نتكلم هنا الآن تتحول الغابات الوافرة إلى حقول جرداء ويتم تدميرها بما يعادل مساحة ستة وثلاثين ملعب كرة قدم في الدقيقة. 44

        في القسم الجنوبي من المكسيك حيث توجد الغابات الاستوائية التي غطت ذات مرة نصف ولاية تاباسكو، قد تراجعت لما دون الـ 10 % من مساحتها الأصلية. وبالمقابل ازدادت مساحة مراعي الماشية لتبلغ 60 % من إجمالي مساحة الولاية  45.

        في بلدان أخرى أيضاً كالأرجنتين والباراغواي، يُقطع عدد متزايد من الغابات لتأمين المراعي و إنتاج محاصيل الصويا، وقد خسرت الأرجنتين 70 % من غاباتها الأصلية. 46

        أما إندونيسيا فتملك ثالث أكبر غابة مطرية في العالم بعد غابات الأمازون والكونغو، لكن الغابة الإندونيسية تختفي بمعدل خطير يساوي ملعب كرة قدم كل دقيقة. وتقول الأمم المتحدة أنه بعد خمسة عشرة سنة فقط وعلى هذا المنوال سيزول 98 % من الغابة47.

        تحتوي الغابة المطيرة الأمازونية وحدها على كمية من ثاني أكسيد الكربون تعادل كل ما يصدره البشر من غازات الدفيئة لأكثر من عشر سنوات. وهكذا، عندما نقوم بحرق هذه الغابات تنطلق مادة الكربون الأسود، وهي جزيئات السَّخام التي تختزن ستمائة وثمانين ضعفا من الحرارة لمقدار الكربون ذاته. 48

        خسارة التنوع الأحيائي

        يقول أهم المختصين البيئيين أن انحطاط الحياة البرية الناجم عن انقراض الأجناس يسير بسرعة كبيرة، حيث لا تمكن مقارنته بأي فترة حديثة. ويتنبأ العلماء الآن بانقراض الأنواع المعرضة للخطر أسرع بمائة مرة مما اعتقد سابقاً.

         ويقدّر الأخصائي البيولوجي البارز إدوارد. و. ويلسون من جامعة هارفارد، وعلماء آخرون، أن المعدل الحقيقي للانقراض يبلغ 1000 إلى 10000 مرة عن المعدل المعروف. فما بين 2.7 حتى 270 نوع يُمحى من الوجود يومياً”. 49

        ~ جوليا ويتي.

         

        "على الأرجح سينقرض 20 % إلى 40 % من أجناس المتعضيات على كوكب الأرض خلال القرن الحالي، تبعاً للاحترار العالمي وحده، حتى من غير أن تتدخل العوامل الأخرى”. 50

        ~ الهيئة الاستشارية العبرحكومية للتغير المناخي.

         

        نقص المياه

        إن انكماش موارد المياه سبب تصعيداً في التوتر حتى أنه سبب صراعات بين الكثيرين بمن فيهم الفلاحين المتضررين اللائي لم يحصلوا على الماء أو مازالوا يصارعون من أجل حصتهم فيها.

        هناك عشرات الآلاف من الأنهار والبحيرات تجف وتموت حول العالم. وهناك

        أناس يهلكون من الجفاف. وأناس يغادرون قراهم وبلداتهم، لعدم تبقّي ماء ليشربونه. 51

        مليار شخص ليس لديهم السبيل لتأمين مياه نظيفة آمنة، و مليون وثمانمائة ألف طفل يموتون سنوياً نتيجة الأمراض التي تسببها المياه الملوثة. 52

         

        نقص الغذاء

        أعلنت الأمم المتحدة أنه كما عام 2009 ، نحن الآن نشهد أعلى رقم من الجائعين في أربعة عقود. فهناك مليارين ومئة مليون إنسان في العالم ليس لديهم ما يكفيهم من الطعام. 53

        في البيرو، ونتيجة الحر الشديد والجفاف على مدى السنوات الإثنا عشرة الأخيرة، دُمرت  140000 من البطاطس والذرة، وكانت تلك الكمية ستطعم أحد عشرة مليون إنسان.

        ونذكر بعض الدول الإفريقية كالصومال و زيمبابوي، ماوريتيوس، موزامبيق والسودان وغيرها من الدول التي تعاني من الجفاف الذي يزداد سوءً، مما يجعل زراعة المحاصيل بالأمر الصعب، فيزيد من حالات نقص الغذاء وارتفاع الأسعار. أضف على ذلك التصحّر وإزالة الغابات، اللذان يزيدان من تراجع الأراضي. كذلك فإن ارتفاع درجات الحرارة يعني هطولات مطرية غريبة الأطوار إما قليلة جداً أو غزيرة جداً في المرة الواحدة ولذلك لدينا فيضانات مخربة تغرق المحاصيل، ونيران تحرق الغابات. إن آثار التغير المناخي هذه تزيد من عدم الأمان الغذائي والأزمة الغذائية.

        )راجع الملحق 7 لمطالعة بيانات التغير المناخي ونقص الغذاء في العالم.(

         

        صحة الإنسان

        أناس يعانون من التغيّر المناخي

        بناءً على أبحاث قامت بها سويسرا، فإن التغير المناخي مسؤول عن ما يقارب ثلاثمائة وخمسة عشرة ألف حالة وفاة سنوياً، بالإضافة إلى ثلاثمائة وخمسة وعشرون مليون تؤثر فيهم هذه التغييرات بشدة . 54 يزيد على ذلك خسارة اقتصادية تقدر بـ 125مليار دولار سنويا . 55 لكن الدول النامية هي الأكثر تضرراً في أفريقيا وهناك مناطق أخرى مهددة بشكل كبير في جنوب آسيا كذلك الدويلات المكونة من عدة جزر. علاوة على ذلك، فإن 99 % من ضحايا الكوارث الطبيعية هم من آسيا.

         

         

        الأمراض التي تنقلها الحشرات

        يمكن مشاهدة البعوض المسبب لحمى الضنك لأول مرة في مدينة )بيرا (في البيرو، إذ ينتقل هذا النوع إلى مناطق جديدة بسبب التغير المناخي. 56 ويزداد خطر الإصابة بأمراض كالملاريا لأن البعوض ينتشر إلى مناطق أعلى.  وتقول الأمم المتحدة أن مئات ملايين السكان في إفريقيا معرضون للخطر. 57

        ) انظر الملحق 8 لمطالعة مقتطفات من كتابست درجات: مستقبلنا على كوكب أشد احتراراًل: مارك لينوس.(


         Previous      Next   
    • الفصل 1.
      الفصل 2.
      الفصل 3.
      الفصل 4.
      الفصل 5.
      الفصل 6.

    • Home  |   Author   |   News  |   Columns  |   Reviews  |   Quotes  |   Resources  |   Download  |   Feedback  |   Read in HTML for slow internet connection
    • For the latest urgent messages, please visit www.SupremeMasterTV.com For other publications and Artworks by Supreme Master Ching Hai, www.LoveOceanCreative.com
    • © 2011 The Supreme Master Ching Hai All rights reserved. *