2- إن الوقت يداهمنا
طبقا لكل الدلائل العلمية والبراهين الفيزيائية حتى يومنا هذا، ليس لدينا الكثير من الوقت. وحتى إذا ما أردنا حقاً أن ننقذ الكوكب في وقت لاحق، فلن يجدي ذلك نفعاً.
إن التهديدات التي يفرضها التغير المناخي هي أكثر من وشيكة الحدوث؛ إذ أنها تحدث بالفعل، وأنتم ترون الكوارث والثورانات واللاجئين البيئيين، وظواهر أخرى متعددة حول العالم. ووفقا لما صرح به خبراء علميون، فإن درجات حرارة طبقات الجو ترسم خطاً بيانياً عامودياً، أي أنها ترتفع بسرعة كبيرة حيث لم يبق لدينا الكثير من الوقت للقيام بالتغيير. نعم، لم يبق لدينا الكثير من الوقت للقيام بالتغيير.
“لقد اجتزنا عتبات التحذير. ولكننا لم نجتز بعد نقطة اللاعودة. ما زال باستطاعتنا إرجاع الأمور إلى ما كانت عليه، لكن ذلك سيتطلب التفافاً سريعاً بعكس الاتجاه.” 58
~د. جيمس هانسن، رئيس معهد غودارد لدراسات الفضاء التابع لناسا.
إن الكثير من قادة العالم والعلماء قلقون أيضاً من هذا الوضع. والحقيقة أنه ليس بمقدورنا التعامل مع أوضاعٍ كهذه في أماكن عديدة، حيث الاحترار العالمي يبلغ درجات شديدة. يجب على بعض الدول والمجتمعات أن تتأقلم مع أوضاع الجفاف التي تزداد سوءاً، فليس هناك ماء كافٍ لزراعة المحاصيل أو حتى للشرب. كما أن
أنهارهم و بحيراتهم تجف تدريجياً أو قد جفت بالكامل. كذلك
الأنهار الجليدية قد ذابت في العديد من المناطق بشكل مأساوي، فأحياناً تحدث هناك فيضانات عظيمة، وسرعان ما يحل الجفاف بعدها.
وكيف لنا أن نتعامل مع الهجرات الجماعية لعشرات ملايين البشر دفعة واحدة نتيجة التصحر، وارتفاع مستوى مياه البحر، أو خسارة حقول المحاصيل إلى الأبد؟ إنه أمر صعب جداً أو ربما مستحيل. نحن لسنا مستعدين على الإطلاق. ولسنا مجهزين كفايةً.
أولاً
علينا إنقاذ هذا الكوكب، كي نتمكن من البقاء عليه. فإذا ما ذاب الجليد كله، وذاب القطبان بالكامل، وأصبحت البحار دافئة، سينطلق الغاز عندها من المحيطات، وربما يسممنا
جميعاً. فهناك الكثير من الغاز.
إذا شاهدتم المحاضرة في سنغافورة) أيلول1994 (، سترون أنني أنذرت بأننا يجب أن نغير الطريقة التي نعيش بها؛ وإلا فات الأوان. لقد كان ذلك منذ خمسة عشرة سنة مَضَتْ. وقد ذكرت مراراً كيف أننا نزيل غابات كوكبنا، ونأكل اللحوم، وأتيت على ذكر كل الأمور التي تسهم في دمار كوكبنا الأرض.
يتكلم العلماء كثيرا عن هذا الأمر. فهم يستمعون الآن، ولكني آمل أن يفعلوا ذلك بسرعة. إن الأمر يتطلب التحرك فقط. الآن كل حكومات العالم تأخذ الأمر حقاً على محمل الجد. وما يقلقني هو أن التحركات مازالت بطيئة جداَ، ذلك كل ما في الأمر. فالجليد يعكس أشعة الشمس ويرسلها إلى الفضاء ثانية، لكنه يذوب بسرعة حالياً، بحيث لم يعد هناك ما يكفي لعكس أشعة الشمس، إضافة إلى أن مياه البحار الدافئة تذيب الجليد بدورها. وبذوبان الجليد ستصبح البحار أكثر دفءً. أتفهمون ما أقصد؟، أترون تلك الدائرة؟
كما تجري الأحداث الآن، إذا لم يتم إصلاح الوضع، في غضون أربع أو خمس سنوات، سننتهي ؛ على آخرنا . إن الأمر مستعجل حقا.ً) كانون الأول 2007 (