الثقافة النبيلة تعلم أسلوب الحياة الصحي والأخضر
بيتنا يحترق، وكوكبنا في خطر، وأنتم} أيها المثقفون{ من يجب أن يخبر الناس بذلك، ويجب عليكم أن تتصرفوا بسرعة. أخبروا الناس ماذا عليهم أن يفعلوا، وقودوهم نحو حياة أفضل. إن العامة تعتمد عليكم وتصبوا إليكم، وسيكون الناس ممتنين
أخبروا الأطفال
نعم، يجب علينا أن نخبرهم. يجب أن نكون صريحين معهم ونُعلِمهم بصدق عما يحدث لكوكبنا فيما يخص الاحترار العالمي، ونخبرهم عن كل الطرق كي يستعدوا حتى يتسنى لنا التقليل من الاحترار العالمي أو حتى إيقافه كلياً. إن قلوب الأطفال بريئة جداً وصافية، وهم يتقبلون بسهولة إرشادات من هم أكبر منهم سناً، لذلك يجب علينا أن نشرح لهم بعناية عما هو جيد للكوكب.
بعد
أن نشرح لهم، سيفهمون مباشرة، وسيباشرون القيام بعمل كل ما نطلبه منهم. هذا لأن الأطفال يحترمون الكبار، لكننا يجب أن نكون قدوة حسنة لهم في البداية.
أطفال نباتيون يستمتعون بوجبة من الفواكه والخضار
نحن الكبار هنا، ويجب أن نجعل من أنفسنا مثالاً يُحتذى به في البداية، حينها يمكن لنا أن نثقفهم، لأن الأطفال يتعلمون من أفعال غيرهم أكثر مما يتعلمون من الكلام؛ لذلك يجب أن نكون نحن الراشدون مثالاً مشرقاً ومتألقاً وأن نبذل قصارى جهدنا.
نقوم بما علينا من أمور تخدم مصلحة الكوكب، وهكذا يمكن لنا أن نترك لأطفالنا ميراثاً جميلاً. يجب أن نقوم بكل ما هو ضروري، حتى لو كان في ذلك تضحية كبيرة. لكن وفي الواقع لا حاجة في أن نضحي بأي شيء، كل ما علينا فعله هو أن نضع جانباً قطعة اللحم تلك ونستبدلها بقطعة من التوفو )بروتين الصويا(.
تهيئة الجيل الناشئ للعمل
من الواضح أن المراهقين يهتمون بالأزياء وأمور أخرى أكثر من أن يولوا الاهتمام لحالتنا الطارئة في الوقت الراهن. لكن في الحقيقة هم الأشخاص الأكثر انفتاحاً في غالب الأحيان. فهم أذكياء، ويسهل التعامل معهم، وهم فئة من الناس تتسم برقة الشعور والصدق. وحالما يفهمون الصلة ما بين حياتهم وبين الاحتباس الحراري سيقررون فعل شيء. سوف تفاجؤون وخاصة إذا فهموا أن ما يفعلونه يمكن في الواقع أن يحدث فرقاً، ومن الممكن أن يكونوا في طليعة من يبدؤون العمل. إنهم فقط بحاجة إلى قادة جيدين مثلكم.
أظهرت دراستان حديثتان مؤخراً أن الشباب هم الأكثر تطوعاً وعطاءً. 139 وهذا يعني أنهم في هذا السن يملكون الكثير من الطاقة، ويمكن أن يكونوا أكثر الناس تقديماً للرعاية. لذا يمكن تشجيعهم بمساعدتهم على إيجاد طرق فاعلة يُظهرون بها حبهم وعطفهم. يمكننا مساعدتهم كي يستوعبوا مدى جدية وخطورة الاحترار العالمي. يجب أن نريهم الدور الذي يلعبه الإنسان في الاحتباس الحراري، ونُعرّفهم بقصص البشر والحيوانات الذين يعانون إثر ذلك، كمثل العائلات التي تقطن الجزر؛ تلك العائلات التي يتوجب عليها الانتقال أو أن تباشر بالتخطيط لذلك لأن المياه ستغمر بيوتهم. وقد حدث ذلك بالفعل في بعض المناطق نتيجة لارتفاع منسوب مياه البحر.
يجب أن نريهم المعاملة اللاإنسانية للحيوانات في المسالخ أو في تجارب مختبرات مستحضرات التجميل، وهناك العديد من الأفلام التي تتكلم عن هذا الموضوع، وقد تم عرضها كل ثلاثاء على قناة كبيرة المعلمات في برنامج يدعى :" أوقفوا الوحشية تجاه الحيوانات"، تلك الوحشية التي يصعب تصورها، والتي تتعدى الأخلاق الإنسانية. تعاملنا مع الحيوانات بهذه القسوة فعل يذل كرامتنا. فإذا استطعنا أن نجعل المراهقين يرون بعضاً من هذه الحقيقة وكيف تعاني الحيوانات لإرضاء حاسة الذوق عند الإنسان؛ فسوف نوقظ طبيعتهم العطوفة، وسوف يقررون فعل شيء ما اتجاه ذلك. نستطيع أن نريهم كيف أن على الطيور المهاجرة أن تطير مسافات أبعد بكثير من السابق كي تجد مكاناً لها تبني فيه أعشاشها، و كيف أن على الدببة القطبية أن تسبح لمدةٍ أطول بكثير مما كانت تسبح، إذ لم يعد هناك ما يكفي من الجليد، حتى أن بعضها يموت غرقاً من شدة التعب أحياناً. ويمكن أن نريهم أن العديد من الدول المجاورة تعرضت للكثير من الفيضانات في السنوات الأخيرة، والكثير من الكوارث ...إلخ.
أخبروهم كيف يؤثر هذا التغير المناخي على حيوات حقيقية؛ حياة حيوانات حقيقية، وأناس حقيقيون، كيف يؤثر على حياتهم الخاصة التي تشبه حياتنا. عندها سيدرك الصغار أن إيقاف التغير المناخي يأتي في الدرجة الأولى قبل كل ما عداه، وقبل أي شيء مهم في هذا العالم، وحتى قبل الحصول على العمل، والمال، وحتى قبل المرح، فبدون مناخ مستقر وكوكب حي لن يستطيع أحد أن يسعدَ بالأشياء الممتعة، أو أن يقوم بالأشياء التي يريدها.
لكن من المهم أن نُظهر لهؤلاء الصغار أنه ما زال هناك أمل، وأنه ما زال بوسعنا إنقاذ الكوكب. يمكن أن نخبرهم بالتالي: "إنها فرصتكم لتكونوا أبطالاً، بأن تصبحوا نباتيين وأن تقوموا بنشر هذا الحل". إن باستطاعتهم إنقاذ الحياة، بما فيها حياتهم، وحياة الكثيرين من البشر حول العالم، وحياة عدد لا يُحصى من الحيوانات أيضاً.
إذا ما شرحنا لهم كل الفوائد الممكنة التي تعود بها الحمية النباتية عليهم شخصياً، وعلى الحيوانات، وعلى البشر الجائعين، وعلى الأطفال الذين يتضورون جوعاً، عندها سيحبون فكرة أن يكونوا نباتيين وسوف يتحمسون لأنهم يعرفون أن باستطاعتهم فعلاً أن يحدثوا فرقاً.
غالباً ما يكون الصغار هم الأكثر استعداداً لتغيير نمط حياتهم إذا ما رأوا سبباً لذلك. كما أن فئتهم العمرية هي الفئة الأولى التي ترى أن الحمية النباتية أمر جيد وصحيح. لذا اعتقد أننا إذا شرحنا لهم منطقياً كيف أن ذلك هو أكثر الحلول أهمية لمشكلة الاحترار العالمي، فسوف يشكل ذلك حافزاً لهم، وسوف يدعمونكم ويكونوا سنداً لكم وسوف يصبحوا نباتيين.
ساعدوا في جعل وجبات الطعام المدرسية نباتية
هناك العديد من الدراسات التي تظهر فوائد برنامج الوجبات والطعام المدرسي الصحي، من المعروف أن الأطفال يتمكنون من التركيز بشكل أفضل عندما يعتمد غذائهم على الفواكه والخضار الطازجة.
الآن تقوم السيدة الأولى في الولايات المتحدة دائماً بتعريف أطفال أمريكا بالفواكه والخضار الطازجة. وإذا استطعنا أن نساعد إدارات المدارس على فهم هذه الفوائد، فمن الممكن أن يتبنوا بأنفسهم هذه الأفكار على نطاق أوسع. في أيامنا هذه، هناك العديد من المدارس والعائلات تقوم بزرع الخضار في حدائق المدارس أو البيوت برفقة الأطفال، والأطفال بدورهم يحبون هذه النشاطات، حيث يأكلون المزيد من الخضروات التي أنتجوها بأنفسهم!
يمكن أيضاً أن نخبر أطفالنا أنه بكونهم نباتيين، فإنهم بذلك يساعدون بشكل مباشر في معالجة وإنقاذ كوكبنا، ويساعدون الآباء و الأمهات، ويساعدون أنفسهم وكل المخلوقات في هذا العالم. إن الأطفال محبون جداً في أعماق قلوبهم، لذلك إن أدركوا أن باتباعهم النظام النباتي الصرف سيتمكنون من إنقاذ الكثير من الحيوات فسوف يعقدون العزم تماماً على فعل ذلك. نريد أن نكون قادرين على أن نترك عالماً لهؤلاء الأطفال، عالماً جميلاً أخضراً ووافراً، عالماً يتعايش فيه الإنسان والحيوان بسلام. سوف يحب الصغار فكرة جعل ذلك ممكناً.