• الفصل الرابع سَنّ قوانين وسياسات نباتية - على الحكومات أن تتخذ إجراءات طارئة:
      • 2 -على الحكومات أن تتخذ إجراءات طارئة


        يجب أن يفعل قادة الأمم شيئاً ما. يجب أن تفعل شعوب الأمم شيئاً ما. وإن مازلنا قادرين على الجلوس هنا بهذا الشكل الجميل والتحدث مطولاً، وإن لم نعاني من نقص في الماء في منطقتنا، ولم تقفز أسعار الغذاء بعد، كل ذلك لا يعني أن ذلك لن يحصل لنا سريعاً.

        يجب أن نفعل شيئاً لتجنب المأساة التي يعاني منها اليوم مليارات البشر الآخرين، فهناك مليار إنسان جائعون الآن نتيجة لتأثيرات التغيير المناخي، وينقصهم الماء والغذاء. فأرجوكم تحركوا الآن، ذلك بسيط جداً، فقط عليكم أن تتبعوا الحمية النباتية الصرفة، وصدقاً سيكون ذلك كافياً الآن، وكافياً أيضاً للمستقبل البعيد.

         

         

        انشروا المعلومات عن أسلوب الحياة النباتي

        لا يعلم الناس حقاً ما تحتويه أطباقهم. إن قطعة اللحم المغلفة التي تقدم في أطباقهم لا تشبه غالباً المصدر التي أتت منه. والأمر الذي يدعى"تقليداً" يواصل الانتقال من جيل إلى جيل، ويدعمه المجتمع بكامله كما لو كان طريقة الحياة الطبيعية، لكن الآن الناس أصبحوا واعين أكثر للوحشية التي نكيل بها على الحيوانات، لذا أظن أننا نحن البشر نتغير لنصبح أكثر رأفة وعطفاً واحتراماً لكل أشكال الحياة.

        إن العديد لا يدركون حجم الانبعاثات الضارة من الصناعة الحيوانية، وكذلك أن القتل يجلب علينا قتلاً أكثر، وأن اللحوم هي سموم تسبب الإدمان. إنهم لا يدركون أن اللحوم تدمر كوكبنا.

        على الحكومات أن توضح للناس أن اللحوم ضارة جداً في وقتنا الراهن، وأن التوقف عن أكلها هو إجراء طارئ يجب على الجميع القيام به. لم يعد الأمر خياراً شخصياً، بل يتعدى ذلك إلى مسألة حياة أو موت لكامل الكوكب.

        في حالات الكوارث الوشيكة، يمكن للحكومة أن تقوم بإخلاء السكان في وقت قصير، وفي حالات الحرب يتم دائماً إعلام الناس بكيفية حماية أنفسهم، حتى أن الحكومات تجند أعضاء جدد ليخرجوا ويؤمنوا الحماية للبلد أو كي يذهبوا للحرب.

        والآن، في وضعنا هذا، الحالة طارئة أكثر من الحرب، وأني متأكدة أن الحكومة ستمتلك الحل لها، ومتأكدة أنه يمكن إعلام الناس في كل أمة وفي كل مكان. أن الحكومة تمتلك القوة التي مُنحت لها كي تفعل ذلك. على الحكومات أن تساعد؛ أن تساهم في نشر معلومات أكثر مشجعةً على أسلوب الحياة النباتي. فقط عليكم أن تُمطروا الكوكب كله بشكل جديد من طاقة الرأفة والحب والعافية، حينها سينضم جميع الأشخاص. إن طاقة الدعم تلك مهمة جداً.

        وجب على الحكومة أن تعلن عن ذلك في كل مكان، وأن توزع كراسات يقرأها الناس بخصوص هذا الأمر، وأن يصبح الأمر واجباً وطنياً على الجميع القيام به. يجب أن تمنح الحكومة مصادقة رسمية وأن تسمح لأي شخص أن يعرف كل شيء عن الحمية النباتية الصرفة، وعليهم أن يصمموا مواقع إلكترونية للوجبات النباتية تكون جميعها بالمجان، وكذلك صنوف تعليم الطهي النباتي، ونوادي للنباتيين. اجعلوا الأمر رسمياً، عندها سيلحق كل شخص الركب فرحاً بهذا التوجه الجديد، الذي سيضفي تغييراُ جديداً على العالم.

        الأمر الأهم هو أن البشرية جمعاء يجب أن تعلم الفائدة العظيمة من اعتماد الحمية النباتية من أجل إنقاذ الأرض. يجب أن يعلم جميع مواطني العالم كم خطيرٌ وطارئٌ هو وضعنا الراهن. إن ذلك فعلاً هو الأمر الأهم. ويجب أن يعلموا كم أن الحمية النباتية تلك الحمية الخالية من القتل يمكن أن تجلب الفائدة للجنس البشري، عداك عن الجانب الأخلاقي منها. أولاً، دعونا نتحدث كيف أن الحمية النباتية تفيد صحتنا وتنقذ كوكبنا، وحينها سيكون هناك لأطفالنا منزل يعيشون فيه. نحن نملك هذا المنزل فقط: كوكب الأرض. فإذا ما دُمِّرَ، فليست هناك إمكانية لبناء منزل آخر، على عكس كل المنازل الأخرى التي يمكن ترميمها، لا يمكننا بناء "أرض" ثانية إذا دمرناها؛ إنه ليس بالأمر اليسير أبداً. لذلك، أكثر الأمور أهمية التي وجب على الحكومة فعلها هو نشر المعلومات من أجل عامة الناس.

         

        احظروا اللحوم كما فعلتم بالتدخين

         

        النباتية يجب أن تكون طريقة حياة. يجب أن يكون هناك نقاش في ذلك بعد الآن.


        يجب علينا أن نُصدر قراراً يحظر اللحوم. نحن نقوم بذلك الآن، حيث نرى الناس كيف يأكلون ويطبخون الأطباق النباتية. ونخرج منادين بذلك، إنها حقاً مسألة بقاء، فاجعلوا تعليم الناس بمخاطر تناول اللحوم مهمتكم في الحياة وأروهم الحل.

        لقد قاموا بحظر التدخين، وقد تم ذلك فعلاً، وقاموا بحظر المخدرات، وقد تم ذلك أيضاً، والأمر ذاته سيحصل مع سياسة التغيير المناخي. فإذا قاموا فقط بفعل ما يعلمون أنه الأفضل، سيكون مفعول ذلك سريعاً جداً، وسنتعافى في وقت قصير أو أننا سنوقف التأثيرات. والسبب أننا لو توقفنا عن تربية قطعان الماشية أو الدواجن ستغدو الأرض مستدامة أكثر. فلا مزيد من غازات الدفيئة أو الميثان من الحيوانات، ولا مزيد من إكثار أعدادها طيلة الوقت. ومهما كان عددها الآن فإننا نبقي عليه، لكن لا مزيد من تربيتها من أجل الكسب واللحوم. ستتعافى الأرض بعدها، وبعد مدة ستقضي الأبقار بالطريقة الطبيعية، وستُزرع الأرض حينذاك بالأشجار والخضار ثانية.

        إذا ما قارنا هذه النزعة مع التبغ، وهي مادة قاتلة أخرى كاللحوم، فإن أول دراسة رئيسية ظهرت للعلن فقط بعد عام1950 ، حيث بينت أن التدخين يسبب سرطان الرئة، وبدأت الحكومات بتنفيذ منع التدخين تدريجياً أكثر فأكثر حتى يومنا هذا؛ حيث نجد اليوم أكثر من ثمانين دولة تحظر التدخين في الأماكن العامة بشكل ما. 106

        تظهر الدراسات أن قرارات منع التدخين قد ساعدت البعض في الواقع على الإقلاع عن التدخين، والذين أقلعوا سابقاً سعداء جداً بتلك القرارات، لأنهم عرفوا أن عادتهم السابقة كانت مسيئة جداً لهم. وبالمثل، سيفعل حظر اللحوم، حيث نعلم جميعاً الآن من الدراسات، أن تناول اللحوم عادة سيئة جداً تقتلنا وتقتل أطفالنا، وأحبائنا، وتقتل كوكبنا. لذا، فإن حظراً يُطبق على اللحوم سيكون اتجاهاً عاماً قوياً نحو عالم نباتي تماماً. لأن القائد الجيد يوقف ما يُسيء للناس ويُسهّل الإجراءات للقيام بما يخدم مصلحتهم. حيث يمكن للزعماء أن يجعلوا الأمر يسيراً، حرفياً، عبر الحملات الشعبية باستخدام وسائل الإعلام، وعبر المدارس حتى يتم الإعلام عن فوائد طريقة العيش الصحيّة، التي تبقي على الحياة، وتبقي على الكوكب.

         

        ليس لدينا خيارٌ آخر

        إمّا أن نتغير، وإمّا أن نرحل جميعاً

        بداية وقبل كل شيء، يجب أن نعلم أنه ليس لدينا خيارٌ آخر سوى التغيير، فإمّا ذلك وإمّا الكوكب؛ إمّا التغيير وإما أن نقضي جميعنا. لم يعد هناك خيارات أخرى مطلقاً.

        إذا لم نوقف تربية الماشية والدواجن وعادة تناول اللحوم، لن نكون قادرين على إنقاذ الكوكب، بمن فيه من أصحاب هذه الصناعة وتجارتهم كلها. لذلك أعتقد أنه يجب علينا أن نختار إما حياتنا أو عملنا، إذاً علينا أن ننجو أولاً. علينا أن نفكر بأناس هذا الكوكب جميعهم، ليس فقط ببعض الأعمال. صدقاً، إن الوضع الراهن طارئ جداً. إذا شرحنا لهم هذه الضرورة الحرجة، فإن أولئك الناس المقيدون بصناعة

        اللحوم سيرغبون في التغيير، خصوصاً إذا ما تم إعلامهم بشكل ملائم وعرفوا تماماً كم من المهم أن يغيروا عملهم وطريقة عيشهم. إن لديهم عدة حوافز قوية، فالحافز الأول على سبيل المثال هو إنقاذ الكوكب من فاجعةٍ مناخية وإنقاذ كل الحيوات في هذا العالم.

        إذا لم نتوقف الآن سوف نتابع تقدمنا اتجاه كارثة شاملة وانقراض جماعي، يطال كل فرد، سواء كان عاملاً في مجال اللحوم ونقلها أو أي عمل مرتبط بصناعتها، أو لم يكن.

         

         

        أوقفوا قتل الحيوانات والحروب وأعيدوا بناء الوطن

        المسألة هي أن على القادة معرفة الأمور التي تأتي في مقدمة الأولويات، فما نفع القلق حيال الحرب أو المنصب أو حيال أي شيء آخر عندما يكون الكوكب برمته في طريقه إلى الدمار؟؟ والآن، لا بد لجميع الحكام من أن يركزوا على إنقاذ كوكبنا، وعلى نشر المعلومات وسن قوانين جديدة يعيش الناس بها حياة فاضلة وخيّرة أكثر.

        ليست هناك حاجة للقوانين لكن استخدام القانون هو طريقة أفضل وأكثر حزماً؛ إن كان الناس مستعدين. ليس على الحكومات إلا أن تطبق بعض الأنظمة والقواعد وتذكر الناس أن يكونوا أخياراً وفاضلين، وأن يتقيدوا بقانون الحب، كالامتناع عن قتل الحيوانات، والامتناع عن أكلها، وعدم القيام بأي سلوك يؤذيها أو يؤذي البشر أو حتى البيئة. ويلزم فعلنا هذا أن يكون أكثر حزماً وأكثر ديناميكية. في البداية يجب أن تتوقف كل الحروب. يجب أن يكون المال والسلع فقط من أجل إطعام كل الكائنات ومدّها بأسباب الحياة، وعلينا أن نوزع كل إنتاج الكوكب على الجميع. فحتى إن لم يكن هناك حرب، فالمال المخصص لذلك مثلاً يمكن أن يطعم العالم أجمع، بالمجان، ولعدة عقود.

        كل أفعال القتل، وتعذيب الإنسان والحيوان، يجب أن تتوقف جميعها. وعمليات إزالة الغابات وأذية البيئة وتدمير الأشجار، كلها يجب أن تتوقف. سيطبق الزعماء من القوانين فقط ما هو مفيد وسلمي، و روحاني إذا أمكن من أجل الجميع، كحماية للمجموعات الروحية الحقيقية؛ تلك المجموعات المفيدة الغير مؤذية.

        تشاركوا الثروة بينكم جميعا، وزعوا ما يكفي من الطعام واللباس على البشر المحتاجين وعلى الحيوانات، وابنوا مناطق آمنة من أجل الجميع، للناس وللحيوانات، واحموا جميع أشكال الحياة. أعيدوا إعمار الغابات، ونظفوا الأنهار والبحيرات والمحيطات، وأمنوا الحماية لها، وقدموا جوائز للجماعات الخضراء وجماعات الرفق بالحيوان. أزيلوا وتخلصوا من الكحول والعقاقير، ومن اللحوم والمنتجات الحيوانية. ويجب إيقاف التجارب المخبرية التي تشتمل على سلوك وحشي بحق الحيوانات، أزيلوا مزارع الصناعة الحيوانية. ادعوا الناس للمشاركة كما الجنود في خدمة البشرية، وازرعوا الخضروات أو قوموا بأعمال منتجة. شجعوا وساعدوا الزراعة العضوية. وقدموا الإعانات المالية للمجالات المتعلقة بالثقافة والصحة. يجب أن تتضاءل مشاريع إنتاج الأسلحة لدرجة الصفر، ولننظف مجتمعنا من كل المنتجات والنشاطات المشبوهة والضارة. وفروا الأمن والراحة للجميع، وهكذا لن يرتكب أحد الجرائم نتيجة لقلة الضروريات الأساسية أو لقلة الثقافة. أزيلوا الحدود ووفروا للجميع المنزلة ذاتها، وذات الاحترام للمواطنة.

        إذا كان على الحكومات أن تحتفظ بالجيش، فيجب عليها أن تعيد تدريب هذا الجيش على مساعدة الناس في الكوارث والحالات الطارئة، وعلى المساعدة في إعادة إعمار المنازل حيث تستدعي الضرورة، وأن يساعد الناس أيضاً في أوقات الحاجة. كل هذه الأشياء يجب فعلها وأكثر من ذلك، يجب أن تبذل كل الحكومات وكل القادة قصارى جهدهم لإنجاز العمل على أي أمر يساعد الآخرين، والمواطنين، والحيوانات والبيئة، وعليهم أن يفعلوا ذلك الآن حالاً.

         

        صناعة اللحوم تجارة خاسرة

        إنها عاجزة بطريقة استهلاكها للطاقة والموارد

        هذه الصناعة هي مجال عمل سيء، سيء جداً، وهي غير مربحة على الإطلاق لكل الكوكب ولأي شخص. إنها حقل العمل الأشد عجزاً، بتكاليف إنتاج عالية جداً، من كهرباء وماء وحبوب من أجل إنتاج القدر ذاته مِمّا يُدعى "طعاماً"، والذي يمكن استبداله أصولاً. إن لدينا طعاماً أفضل من اللحم.

         


        لماذا يكلف طبق من السلطة مما تخلف شطيرة مبرغر كبيرة؟


        المصدر: اللجنة الطبية من أجل دواء موثوق،" الصحة مقابل لحم الخنزير: الغونغرس يناقش مذكرة المزارع،" مجلة غود ميديسن، 4، XVI خريف 2007.

        www.pcrm.org/magazine/gm07autumn/health_pork.html

         

        إنها تعتمد على المعونات وأموال الضرائب

        على سبيل المثال، إذا لم تقدم الحكومة أية معونات مالية لصناعة اللحوم على إطلاقاً، حينها ستكلف شطيرة الهمبرغر التي يأكلها بعض الناس مقابل إزالة الغابات في الهند وحدها مائتان دولار أمريكي!! 107 في الولايات المتحدة، وحتى قبل أن تضرب إنفلونزا الخنازير أعمال مزارع الخنازير، كانت هذه الصناعة تخسر مليارات الدولارات. لماذا؟؟ لأنها لا تستطيع توفير الحبوب لإطعام الماشية تبعاً لأسعار الغذاء المرتفعة، والتي تواصل ارتفاعها أكثر فأكثر في أيامنا هذه. فكيف إذاً تنجو هذه الصناعة؟؟ إن أموال الضرائب التي تدفعونها تذهب للحكومة، والحكومة بدورها تقدمها كإعانة للأصحاب هذه الصناعة. إذاً هي أعمال خاسرة.

        تضطر الحكومة في كل مكان، من الولايات المتحدة إلى الصين، إلى تقديم إعانات لأصحاب المزارع الحيوانية بأن تدفع لهم مليارات الدولارات في كل عام! 108 لكنها أموالكم تلك التي تأكلونها!  ولو استطعتم أن تأكلوا تلك الأشياء وتكونوا بصحة جيدة وسعداء، سيكون الأمر معقولاً، ولكنه ليس كذلك!

         

        إنها تعود علينا بتكاليف طبية باهظة

        شطائر الهمبرغر تلك تحتوي على كل أجزاء جسم الحيوان، إنكم لا تعلمون من أين تأتي حتى، تحتوي أيضاً كل أنواع البكتيريا وكل أنواع الأمراض. 109 إذا أردتم معلومات من العلماء في مجال الطب أو من المجلات الطبية فسوف يخبروكم بكل ذلك. لا ندفع الكثير من الضرائب ليذهب مالنا إلى المعونات المخصصة لصناعة اللحوم فحسب، بل وندفع ضرائب أكثر على أجور العلاج في المستشفيات، وأجور دفن موتانا، فضلاً عن ضريبة الحزن الذي يجب علينا تحمله طوال الحياة لخسارة أحد أعزائنا أو حتى أعزاء كثر.

         

        إنها تبتلي الحيوانات بالعذاب

        ليست تلك المعاناة برمتها ضرورية كي يتحمل جسدنا الهش وطأتها؛ فإذا تجنبنا تناول اللحوم تجنبنا بذلك هدر المال في المشافي وعلى الأدوية. ليس ذلك فحسب، بل قبل أن نتمكن من استخدام الأدوية نتسبب بمعاناة الكثير من الحيوانات باختبارات العقاقير عليها وتشريحها، وحقنها بالكيماويات، وتعذيبها إلى ما لا نهاية، فقط من أجل الحصول على دواء نشعر بأنه آمن للاستخدام البشري، ويبقى ذلك العقار غير آمن!

        كل تلك العذابات، وكل أموال الضرائب تذهب في اتجاهات مختلفة، ولا تُقدم لمساعدتكم البتة، بل هي فقط تهدر الموارد والتمويل والطاقة الوطنية وصحة المواطنين وسعادتهم. إنها بالفعل مضيعة لكل شيء، وهي حقاً مجال عمل سيئ جداً جداً جداً.

        تُعدّ صناعة اللحوم مؤذية لنا بشكل فظيع بكل الطرق التي يمكن تصورها، وبشتى مظاهرها. والآن لو لم تكن الإعانات الحكومية تدعم أصحاب هذه الصناعة لما استطاع أصحاب مزارع الماشية أن يجدوا وسيلة يكملون بها عملهم، ولكانت أعمالهم متوقفة منذ زمن بعيد. لذا، اقترح أن تتوقف الحكومة عن منح المعونات لصناعة تربية المواشي والدواجن، وأن تخبرهم بدلاً من ذلك أن يتحولوا إلى الزراعة العضوية.

         

        صناعة اللحوم تعرض حياة العاملين فيها للخطر

        وعلاوة على ذلك كله، فإن صناعة اللحوم تشكل أيضاً بيئة عمل غير آمنة بالنسبة لغالبية العاملين فيها، وهي من أشد الأعمال خطورة، مصحوبة بأعلى معدل للأضرار والتعرض للكيماويات والأمراض كالإنفلونزا، وانفلونزا الخنازير، وانفلونزا الطيور، وجنون البقر، والتي تكون جميعها دائماً فتاكة وقاتلة.

        والآن علينا أن نسأل أنفسنا: هل يستحق ذلك كل هذا العناء؟ هذا ولم نأتِ بعد على ذكر أثر اللحوم على مستهلكها من ناحية الأمراض كالسرطان والسكري واعتلالات القلب ومشاكل صحية أخرى كثيرة. وفي الغالب، إن كل الأمراض التي بإمكانكم تسميتها تأتي من الحمية اللاحمة أو أنها تكون مرتبطة بها. من هنا وقد منحنا خياراً أفضل يوفر أسباب العيش أليس حري بنا أن نختار الطريقة التي نساعد بها أنفسنا والآخرين على البقاء في صحة جيدة، على أن نختار مهنة تسبب لنا وللآخرين السقم والموت المبكر؟


        " إن الأسطورة الضخمة القائلة بأن الغذاء المصنع رخيص وسهل المنال مازالت تعيش فقط لأن التكاليف البيئية والصحية والاجتماعية لا تُضاف إلى سعر هذه الأغذية. وعندما نقوم بحساب السعر الحقيقي، يبدو من الواضح أنه بعيد كل البعد عن كونه رخيصاً. إن نظامنا الحالي في إنتاج الغذاء يفرض أعباء مالية ضخمة جداً علينا وعلى الأجيال القادمة." 110

        AlterNet.Org ~

         

        حظر اللحوم هو الطريقة الوحيدة لإنقاذ الكوكب

        إن القيام بأي عمل يتناسب وطريقة العيش الرحيم يعتبر عملاً جيداً لكم وهو يَسرّ السماء، وسوف ينقذ الكوكب. لا يقتصر الأمر فقط على أنه مجال عمل جيد بل سينقذ الكوكب وعدداً لا يحصى من الحيوات، الآن وفي المستقبل، بما فيها الحيوات المتورطة في أعمال اللحوم. لهذا السبب ذكرَ بوذا العمل في اللحوم كأحد الأعمال الخمسة التي يجب على الناس ألاّ ينخرطوا فيها.

        إن العمل باللحوم مهنة سيئة. إنها مؤذية لكم جداً، والأعمال الأربعة الأخرى

        وهي: العمل في الأسلحة، والاتجار بالبشر، والعمل بالمسكرات، والعمل بالسموم. إن كل هذه الأعمال مسيئة لكم، اليوم وفي المستقبل.

         

        شجعوا، ادعموا وموّلوا الزراعة العضوية

        باستطاعة الحكومة أن تشجع مزارعي الماشية على زراعة المحاصيل وأن تمدهم بالمعونات لزراعة الخضروات كتعويض عن خسارة اللحوم، بحيث يحصلون على معونات أكثر كلما زرعوا أكثر. وأيضاَ يجب أن نشرح للمزارعين أن قيامهم بذلك يقدمون خدمة عظيمة للعالم أجمع.

        سيكونون أبطالاً عظماء، بل ومنقذي العالم فقط إذا زرعوا الخضروات لإطعام الناس بدلاً من تربية الماشية، تاركين الحيوانات تعيش بسلام. لذلك يتوجب على الحكومة إخبارهم كيف عليهم أن يعاملوا الحيوانات بمنتهى اللطف إلى أن تعود إلى الجنة بطريقة طبيعية.

        في الوقت الحالي ليس هذا السلوك شائعاً جداً وليس مدعوماً بعد من الحكومة أو وسائل الإعلام. لذلك وبرأيي المتواضع وبدلاً من تقديم المعونة إلى مربي الماشية الذين يخسرون المال على اللحوم، التي تفسد نتيجة للأمراض أو غير ذلك؛ تستطيع الحكومة إعانة المزارعين بحيث يحصلون على دعم مادي أكثر حتى يباشروا عملهم، إلى أن يصبح أكثر استقراراً كمهنة، ويكثر الطلب على المنتجات العضوية في الأسواق. سيكون الفلاحون سعداء حينها بزراعة المزيد من المحاصيل العضوية ليسدوا حاجة السوق من أجل صحة الإنسان والكوكب.

        تستطيع الحكومة أن توفر للفلاحين بذور الخضار وتدربهم على طرق الزراعة الأفضل من دون استخدام الأسمدة الكيماوية، إذ غالباً ما يكون المزارعون فقط غير عارفين تماماً بأضرار تربية المواشي والدواجن أو الأسمدة الكيماوية أو المبيدات الحشرية. لا يتم إبلاغ المزارعين عن طرق أفضل لزراعة الخضروات وتحقيق أرباح أعلى. إن باستطاعة الحكومة أن تسهم في تطبيق المقاييس التي تساعدهم في الحفاظ على الأراضي وتحسين نوعية منتجاتهم وبذلك يكسبون ثقة زبائنهم.... إلخ، وبإمكان الحكومة أيضاً أن تمنح شهادات جودة وتضع معايير لمراقبة الجودة من أجل تشجيع وتعزيز الصناعة النباتية العضوية.

         

         

        الزراعة العضوية سهلة التطبيق

        أصبحت الأغذية العضوية أمراً عصرياً جداً حالياً، وهي سليمة تماماً وصحية جداً للجميع ويكثر عليها الطلب بشكل متزايد.

        لدينا العديد من الأعضاء في منظمتنا، الذين يقومون بالزراعة العضوية، وقد أُثبت أن باستطاعة أي شخص القيام بذلك. ويمكن للمهتمين أن يزوروا موقعنا الالكتروني للحصول على جميع المعلومات عن كيفية القيام بالزراعة العضوية؛ إذ أنها سهلة وبسيطة جداً، حتى أنها لا تحتاج الكثير من المياه على الإطلاق، وتنمو محاصيلها بسرعة كبيرة، ويمكن لشخص واحدٍ أو اثنين العناية بعدة هكتارات من غير عناءٍ أبداً. نحن نخبر الناس كيف يقومون بالزراعة العضوية، وكيف يحفظون مياه الأمطار، والمياه الجوفية، وكيف يصونون الأراضي ويزرعون الأشجار لجذب المطر وكل تلك الأمور.  في مقاطعةألوارالتابعة لـ: راجاستان في الهند، استطاعت قرية واحدة أن ترشيد ما يكفي من المياه بحيث رَدّت للحياة خمسة أنهار جارية نعم، خمسة أنهار جارية! كانت ميتة، وقد جفت من قبل نتيجة لضخ الماء منها بكثرة. بوسعنا أن نتعلم منهم أيضا.

        لنُعلِم أي شخص يهتم بالزراعة العضوية لدينا أيضاً تلفزيون كبيرة المعلمات وموقعه www.SupremeMasterTV.com.   حتى إنها لا تحتاج لرأسمال كبير، لكن إن لزم الأمر يجب على الحكومة أن تمنح المعونات لمساعدة العاملين بهذه

        الزراعة بدلاً من أن تقدمها للمساعدة في إنتاج اللحوم التي تضر بنا. إن تقديم المساعدة للزراعة العضوية نافعٌ لكل فرد فينا فضلاً عن المزارع.


        زوّدوا المدارس بوجبات نباتية، وادعموا الجمعيات التعاونية المحلية

        وفهمت مما وردني أن أنظمة متكاملة لربما يتم العمل على تطويرها الآن ولكنها لم تدخل حيز التنفيذ بعد بشكل كامل؛ حيث ترتبط المدارس بالمزارعين بطريقة مستدامة.

        هناك برنامج بدأ في أوروبا واليابان وحالياً في الولايات المتحدة أيضاً، حيث تقوم مجموعة من الأفراد كالعاملين في تعاونية غذائية بتطوير علاقة مع مزارع أو أكثر، كي يوافق الأخير على تزويدهم بمحاصيل طازجة. وبهذا الشكل يزرع الفلاحون محاصيل متعددة ليشتري الناس من هذه الأصناف المتنوعة الطازجة. لقد أمسى هذا الأمر شائعاً جداً، حتى أن هناك قوائم انتظار في عديد من الأماكن. لذلك تبقى المزارع عادة عاملة كمزارع عضوية بشكل مستدام أيضاً. إنها في الواقع حالة جيدة، لأن الناس يحصلون على غذاء صحي، وبإمكانهم أن يثقوا بذلك حيث أنهم يقدمون الدعم للمزارعين وسبل عيشهم، وغالباً ما يدعمون البيئة في الآن ذاته.

        أنا متأكدة أنه إذا ما دعمت الحكومات الزراعة العضوية سيغدو الأمر نزعة عامة في مدة قصيرة. إذا قادت الحكومات هذه الحركة حاملة الرسالة بأنها الطريقة التي نغدو بها خضراً، وأنها الطريقة التي نحمي بها الكوكب، سيكون عندها الفلاحون سعداء بزراعة المزيد من المحاصيل العضوية. إن نشر ممارسة الزراعة العضوية سوف يساعدنا بطرق كثيرة جداً.

         

        فوائد الزراعة العضوية النباتية الصرفة

        تعود الزراعة العضوية بالنفع على عيش الإنسان، وصحته،وصحة الحيوانات، وعلى الموارد الطبيعية وفي حماية كوكبنا؛ ولا نستطيع التقليل من شأن هذه المنافع، ولا إعطاءها قدرها الصحيح هنا. إن الزراعة العضوية لا تساعد الكوكب فحسب، بل وتساعد على التخلص من الجوع.

        بالعودة للتقاليد، نجد أن طرائق الزراعة العضوية أثبتت نجاحها في إفريقيا على سبيل المثال، وفي بعض المناطق كالأمريكيتين وأوروبا واستراليا. إن الزراعة النباتية العضوية الصرفة تنمو بسرعة كبيرة جداً، وهي مربحة جداً في وقتنا الحاضر، إذ أن هناك طلباً متزايداً عليها. حيث يتم إعلام الناس بشكل جيد عن أضرار اللحوم، وإعلامهم بشكل جيد وأكثر عن فوائد الحمية النباتية. إن زراعة الخضروات بالطريقة النباتية العضوية يستوجب أن تكون خياراً جيداً، بل وممتازاً من أجل أي شخص أراد أن يغير مجال عمله.

        أيضاً، هناك العديد من قصص النجاح عن هذه الزراعة عبر القارة الإفريقية، ففي المنطقة المحيطة بـ "كيب تاون" في جنوب إفريقيا تقوم النواحي بزراعة حدائق عضوية 100 % بمحاصيل تُباع محلياً. 111  وهناك حالة مشابهة لها قد بدأت في كينيا و أوغندا، حيث استُخدِمت مؤخراً الأسمدةٌ العضوية، وهم يرون الآن نجاح هذه التجربة على صعيدي التربة والغلال. 112

        على قناة كبيرة المعلمات، نفرد قسماً كاملاً عن الزراعة العضوية، وكذلك في موقعنا على الإنترنت  www.suprememastertv.com  إذ نشارك في هذا الموقع الكثير من المعلومات عن كيفية العمل في الزراعة العضوية المربحة وبوفرة، التي تستهلك ماءً أقل، وجهداً أقل، ومفيدة جداً لصحتنا ولصحة العاملين بها، كذلك لصحة الكوكب.

        إن تناولتم الخضار العضوية لن تضطروا للذهاب إلى المستشفيات إلا ما ندر، وبذلك نستطيع أن نوفر كل الأموال من أجل تأمين تعليم أفضل لأطفالنا، ولتأمين رعاية أفضل للمسنين، وبناء طرقات أكثر جمالاً، وتأمين المزيد من التجهيزات، والابتكارات، وتوظيفها أكثر في مجال الطاقة المستدامة، لتكون مجاناً للجميع. نعم ستكون الطاقة مجاناً لكل شخص، كذلك التعليم مجاناً لجميع الأطفال، والرعاية بالمجان لجميع المسنين، والطعام بالمجان للمليار إنسان كلهم، أولئك الجائعين في العالم . إن الفوائد لا حصر لها.

         

        الاستدامة والإنتاجية العالية

        لقد وُجِدَ أن تحولاً شاملاً نحو الزراعة العضوية يستطيع أن يؤمن حاجة العالم من الغذاء. وقد أظهرت أبحاث من الدنمارك وأماكن أخرى كميات إنتاج أكبر من الزراعة العضوية في أراضٍ كانت سابقاً غير مستخدمة. 113

        الحقيقة، أن الكميات الضخمة التي تنتجها الزراعة التقليدية تنمو على حساب التربة وعلى حساب صحتنا و بيئتنا. بالإضافة إلى أن هذه المحاصيل الضخمة ذات الصنف الواحد، كفول الصويا مثلاً، تذهب في غالبها لإطعام الحيوانات من أجل إنتاج اللحوم، وليس من أجل الاستهلاك البشري.

        قام برنامج البيئة التابع للأمم المتحدة في إفريقيا بدراسة وجدت أن إنتاجية المحاصيل تضاعفت مرتين عندما استخدم المزارعون الصغار طرق الزراعة العضوية. 114   في هذه الحالة، وفي حين أن الممارسات العضوية كاستخدام وإعادة تدوير المحاصيل، تُحسن جميعها من حال التربة بدلاً من شراء الأسمدة والمبيدات، يستطيع بذلك فلاحو الزراعة العضوية استخدام مالهم لشراء نوعيات بذور أفضل.

        بحثٌ آخر في الولايات المتحدة وَجد أن أساليب الزراعة العضوية يمكن أن تُستخدم لزيادة إنتاجية المزارع لثلاثة أضعاف. إن أحد العوامل الرئيسية في إمكانية تعزيز الإنتاجية المرتفعة كان زراعة الفلاحين للبقول كالفاصوليا وفول الصويا، بحيث تكون محاصيل بديلة بين مواسم الزراعة، مما يزودَّ التربة بكفايتها من النتروجين الطبيعي ويضمن محاصيل بسوية إنتاجية عالية. 115

        مع ازدياد حالة نقص الغذاء العالمي سوءاً، يزداد عدد البشر الجائعين يومياً. فإذا أوقفنا العمل في تربية المواشي، ولم نطعم كل الذرة والحبوب والخضار للحيوانات، فإن كل الغذاء الذي ننتجه الآن يستطيع أن يُطعم الملياري إنسان الجائعين تواً.

         

        التقليل من استخدام المبيدات والأسمدة

        الزراعة العضوية جيدة حتى من أجل الحيوانات، حتى ولكل الكائنات على هذا الكوكب بما فيها الأشجار والأراضي من ناحية أنها لا تستخدم الأسمدة الكيماوية أو المبيدات، والتي اعتبرت الوكالة الأمريكية لحماية البيئة والاتحاد الأوروبي أن معظمها سبب رئيسي للإصابة بالسرطان، وتستنزف كذلك مستعمرات النحل وتقتل الكثير من الحيوانات بحيث لا نستطيع تسميتها جميعاًهنا.

        وأشارت إحدى الدراسات في الولايات المتحدة أنه إذا ما أصبحت مزارع الإنتاج والبالغة مساحتها ثمانية ملايين أكراً  32400) كم (2في جميع الولايات عضوية بالكامل، فإن خطر استهلاك المبيدات في الأغذية سينخفض حتى 97 %.هل يمكنكم تخيل هذا؟ من المعروف أن الجريان السطحي للأسمدة والمبيدات يسهم في تشكيل المناطق الميتة في المحيطات. إننا نقتل كوكبنا بالمبيدات الحشرية والأسمدة الكيماوية. 116

        أكثر من خمس مليارات باوند من المبيدات الحشرية تستخدم حول العالم كل سنة! و 10 % فقط من هذه الكيماويات تصل إلى حيث يُراد لها، أما البقية فتذهب في الهواء والماء حيث ترتبط بكل شيء بداية بالسرطان الذي يصيب الإنسان والحيوان، وصولاً إلى المناطق الميتة في المحيط.

        وُجِدَ في أوروبا أن نوعاً واحداً من المبيدات الحشرية مسؤول عن موت المليارات من حشرة النحل عبر القارة بأكملها، بينما تُعرَف أنواع أخرى بأنها تجعل قشرة البيضة أرق لدى الطيور، ما يسبب الموت لصغارها لأن القشرة تتشقق وتنكسر قبل أن تغدو الفراخ جاهزة للولادة. 117 علاوة على ذلك، الزراعة العضوية خالية من العضويات المعدلة وراثياً، ومحتواها الغذائي في الواقع أعلى بكثير من ذلك الذي تحتويه منتجات الزراعة التقليدية من خضار وفواكه.

        تحسين البيئة والتربة

        في حال تحولت كل الناس، وكل المزارعين، وكل الأراضي الصالحة للزراعة على كوكبنا إلى طرائق الزراعة النباتية الصرفة، سيتم حينها وعلى الفور امتصاص40 % من ثاني أكسيد الكربون نتيجة لذلك التحول وحده تماماً. 118

        إن التحول إلى الزراعة العضوية سوف يعيد للتربة عافيتها التي تم استنزافها بممارسات الزراعة التقليدية. إن التربة السطحية تصمد هنا وتكشف عن مقاومة أفضل للفيضانات والأعاصير. كذلك الأمر بالنسبة للحياة البرية والأنظمة الأحيائية. وحسبَ أكبر دراسة تمت عن الزراعة العضوية في المملكة المتحدة، وبالمقارنة مع المزارع التقليدية، فإن المزارع العضوية تحوي أكثر 85 %  من الأجناس النباتية، وجَنْباتها كانت أطول وأكثف بنسبة 71 %، مع عودة صحية للحيوانات الأصلية ما بين الأجناس. 119

        إضافةً إلى أن الزراعة النباتية العضوية ستنتهي عملية جريان الأسمدة الكيماوية التي شكلت مناطق ميتة هائلة في المحيطات.

         

        الحفاظ على الطاقة والموارد

        الزراعة النباتية العضوية وافرة الإنتاج، وتوفر 37 % أكثر من الطاقة وأكثر بكثير من المياه مقارنة بأساليب الزراعة التقليدية. 120

         

        توفير المال من أجل الحكومة

        إن حجم المعونات لتمويل زراعة الخضروات العضوية ضئيل جداً مقارنة بالمعونات اللازمة لإبقاء مزارع الحيوانات عاملة، أي حمايتها من خسارة المال وإعلان إفلاسها. بإمكان الزراعة النباتية العضوية أن توفر على الحكومات الكثير والكثير من المال، ليصل حتى 80 % منه. 121

        تخيلوا أن يرجع مال الضرائب كله إلينا، أو أن يذهب لبناء شيء أفضل؛ كأن يدفع مثلاً نفقات محاولات تقليل نسب كبيرة من غازات الدفيئة.

         

        الربحية للمزارعين

        أُجريت دراسة في أمريكا اللاتينية، على مزارع صغيرة تحولت لزراعة الخضار العضوية ووَجدت أن أصحابها حققوا دخلاً أعلى من ذي قبل. 122 وحسب ما صرح به علماء هولنديون كبار أنه يمكن للحكومات توفير عشرات تريليونات الدولارات إذا أصبح العالم كله نباتياً صرفاً . 123

        لدينا أيضاً العديد من الدراسات في الولايات المتحدة والهند و نيوزيلندا، وجميعها أكدت أن بعض أسباب الأرباح العالية تكمن في أن تكاليف الإنتاج هي أقل بكثير منها في الزراعة التقليدية. وهناك تنويعاً أكثر في المحاصيل التي يمكن أن تُزرع على نحو متعاقب، كالذرة وفول الصويا والفِصّة، كذلك فإن النظام العضوي بطبيعته مقاوم للجفاف أكثر من أنظمة الزراعة التقليدية.

         

        تحسين الأمن الغذائي والصحة

        في النهاية، سنتمتع جميعاً بصحة أفضل لأن الطعام العضوي خالٍ من السموم وغني بالمواد المغذية، من غير تعديل وراثي أو مبيدات تسبب السرطان. وعلى العكس من المنتجات الحيوانية - والمعروف أنها تسبب السرطان وأمراض القلب والسكري والسمنة..إلخ_ فإن الخضار والفواكه المزروعة عضوياً تحتوي على عناصر مغذية وفيرة تساعدنا على تجنب كل هذه الظروف العصرية. وبالتأكيد، فإن الأطعمة النباتية العضوية هي الغذاء الوحيد الذي يجب أن نشعر معه بالأمان، ولسوف نشعر بالأمان. في الحقيقة، سنشعر أنه الغذاء الأفضل والأكثر أماناً الذي يمكن أن نقدمه يوماً لأطفالنا.


        مرة أخرى، إن المحتوى الغذائي في الطعام العضوي هو أعلى بكثير منه في الخضار والفاكهة المزروعة بالشكل التقليدي. ولهذه الأسباب نستخدم المنتجات العضوية في مجموعتنا بكل الإمكانيات المتاحة   .




        فواكه عضوية منزلية قام بحصدها طفل البستاني


        ساعدوا العاملين في صناعة اللحوم

        أخبروا العاملين في صناعة اللحوم أن يقوموا بعملٍ آخر ما، أعطوهم أعمالاً جديدة أخرى يقومون بها، ووضحوا لهم فوائد هذه الحياة الجديدة الممتلئة صحةً، الممتلئة نشاطاً، وسلاماً، وحباً وسعادة. كل شخص يتطلع قدماً لذلك. على الأقل سوف يحاولون. وحالما يحاولون، سيعلمون أن الأمر ناجعٌ، وإذا كان جميع من حولهم يجربون الأمر؛ جيرانهم وأصدقائهم، حينها ستكون هناك طاقة داعمة مساندة، وسوف يتغير العالم أجمع.

        لا مزيد من استيلاد الحيوانات (التكثير الغير طبيعي للحيوانات، الزراعة الحيوانية)، عدا موضوع التوقف عن قتلها، إذ يجب أن نوقف كل هذه الممارسات. يستطيعون إنقاذ الكوكب بالتوقف عن تربية المواشي والدواجن، والتوقف عن استيلادها والتوقف عن ذبحها من أجل كسب العيش. سوف يستوعبون الأمر إذا استخدمت الحكومة سلطتها حقاً كي تشرح لهم وتقدم لهم بدائل أخرى يعتاشون منها. قدموا لهم التوضيحات والمعونات المادية التي يحتاجونها، والوظائف البديلة، أو الخيارات البديلة. لدينا خيارات كثيرة.

        اقترح على أصحاب المزارع الحيوانية أن يحتفظوا بالخنازير والأبقار كحيوانات أليفة، واعتقد أنه يجب تعقيم الحيوانات حتى لا نواصل استيلاد الكثير منها، لأننا سنكون حينها في نفس الوضع الحالي أو حتى أسوأ إذا ما استمرت بالتكاثر على هذا المنوال.

        في يومنا هذا، تزداد الفرص الجيدة أكثر فأكثر أمام المزارعين، والتجار، وشركات النقل. سيقومون بذات العمل، لكن بدلاً من نقل الخنازير سينقلون الخضروات العضوية، أو سيتحول المزارعون الباعة من العمل في اللحوم إلى زراعة الخضروات العضوية.

         Previous      Next   
    • الفصل 1.
      الفصل 2.
      الفصل 3.
      الفصل 4.
      الفصل 5.
      الفصل 6.

    • Home  |   Author   |   News  |   Columns  |   Reviews  |   Quotes  |   Resources  |   Download  |   Feedback  |   Read in HTML for slow internet connection
    • For the latest urgent messages, please visit www.SupremeMasterTV.com For other publications and Artworks by Supreme Master Ching Hai, www.LoveOceanCreative.com
    • © 2011 The Supreme Master Ching Hai All rights reserved. *