-1
تبريد الكوكب واستعادة البيئة
تخلصوا من الميثان، الكربون الأسود وغازات الدفيئة الأخرى تربية المواشي مصدر الميثان الأعظم:
ليس ثاني أكسيد الكربون هو أسوأ خطرٍ يتهددنا، بل هو الميثان. ويأتي الميثان من تربية المواشي.
نستطيع أن نبدأ بتقليل الانبعاثات من أكبر منتج للميثان في العالم؛ وهو تربية المواشي والدواجن. ولكي يتبرّد الكوكب بأسرع وسيلة ممكنة، ولتتوقف صناعة تربية الماشية وجب علينا التوقف عن استهلاك اللحوم، وبهذه الطريقة نوقف غازات الدفيئة كالميثان والغازات السامة الأخرى المنبعثة من الصناعة الحيوانية.
إذا ما تبنى كل شخص في العالم هذا النظام البسيط لكنه الأكثر فعالية؛ وهو النظام الخالي من المنتجات الحيوانية، سنكون قادرين على عكس آثار الاحترار العالمي في وقت لا يذكر. عندئذ، سيتسنى لنا الوقت كي نكون قادرين على تبني الإجراءات ذات الأثر على المدى البعيد، كأن نزيد من استخدام تقنيات التكنولوجيا الخضراء حتى نزيل ثاني أكسيد الكربون من الجو.
في الحقيقة، إذا تجاهلنا إيقاف إنتاج اللحوم، سنكون أمام خيارين؛ إما سيُبطل أثر كل هذه الجهود الخضراء، أو أننا سنخسر الكوكب لهذا السبب، قبل أن نحظى حتى بفرصة تركيب أي من تلك التقنيات الخضراء كطاقة الرياح أو الطاقة الشمسية أو السيارات الهجينة*) أي التي يعمل محركها بالكهرباء أو الوقود (.
وقد أعلنت أبحاث)الناسا (أن الميثان، غاز الدفيئة الفعال، والذي تعد الصناعة
الحيوانية أكبر مصدَر إنساني مصنّع له، هو ذو قدرة احتباس أكثر مئة مرة من ثاني أكسيد الكربون في مدة قدرها خمس سنوات.
Greenhouse Gases and Global
Warming Potentials
غازات الدفيئة
|
CO2
ثاني أكسيد الكربون
|
CH4
الميثان
|
N2O
أكسيد النتروز
|
القدرة على احتباس الحرارة (GWP)*
|
1
|
*25
|
* 298
|
التركيز الجوي قبل أثار الصناعة
|
280جزء بالمليون
|
0.715 جزء
بالمليون
|
0.270 جزء
بالمليون
|
التركيز
الجوي عام2005
|
379 جزء بالمليون
|
1.774 جزء
|
0.319 جزء
بالمليون
|
إسهام الصناعة
الحيوانيةبالنسبة المئوية **
|
9%
|
37 %
|
65 %
|
*في مدة زمنية تساوي مئة عام.
يكون الميثان وأكسيد النتروز أكثر قدرة على الاحتباس من ثاني
أكسيد الكربون بخمسة
وعشرين ضعفاً للميثان و مئتان
وثمانية وتسعون لأكسيد النتروز.
أما في مدة عشرين عاماً، فإن قدرة
الميثان تكون اثنان
وسبعون ضعفاً عن ثاني أكسيد الكربون ) و تشير “جزء بالمليون” إلى جزء لكل مليون
جزء(، )تقرير ال: IPCC السنوي الرابع، 2007 ، الجدول(2- 14)
** سينفلد ات آل، لايف ستوكس لونغ شادو، 2006
)Steinfeld et al.، Livestock’s Long Shadow، 2006(
" الميثان يسخن الأرض أكثر بسبعة وعشرون مرة من ثاني أوكسيد
الكربون على مدار عشرين سنة." 62
~ الهيئة العبرحكومية للتغير المناخي
"الميثان يسخن الأرض أكثر مئة مرة من ثاني أوكسيد الكربون على مدار خمس سنوات."
" إن طناً من الميثان ينبعث اليوم يسبب احتباساً في الحرارة خلال سنة واحدة أكثر من الاحتباس الذي يسببه طن من ثاني أوكسيد الكربون من اليوم وحتى عام ".2075 63
~ د.
كيرك سميث، أستاذ الصحة البيئية العالمية في جامعة كاليفورنيا، بيركلي.
يجب الانتباه إلى أنه على الرغم من التقارير التي تقول أن الصناعة الحيوانية تصدّر 18 % من إجمالي انبعاثات غازات الدفيئة أي أكثر من انبعاثات قطاعات النقل في العالم مجتمعة، في الحقيقة تبقى تلك التقديرات أقل من الواقع، إذ أن الحسابات التي تمت مراجعتها مؤخراً أظهرت أن تلك الصناعة تنتج على ما يبدو أكثر من 50 % من إجمالي الانبعاثات. وها أنا أكرر: تمت مراجعة الأرقام فيما يخص الصناعة الحيوانية وتبين أنها تنتج أكثر من 50% من إجمالي الانبعاثات...أكثر من 50% تولِّدها الصناعة الحيوانية. لذلك كان إيقافها هو الحل الأول. 64
أخطار الميثان وكبريتيد الهيدروجين:
عندما يكون الجو بارداً فإن الميثان يكون بحالته السائلة مضغوطاً تحت قعر المحيط، رابضاً هناك، غير مسبب للأذى. لكن، ما إن تبدأ درجات الحرارة بالارتفاع تبدأ هذه الغازات بالتحرر، في الواقع وكما نعلم جميعاً قد بدأت تنطلق إلى الجو كما أكدت تقارير العلماء. إن الطبقة المتجلدة أسفل قعر المحيط تذوب يوماً بعد يوم. 65 هناك ما يكفي من الإشارات الآن تنبئنا باقتراب هذه المرحلة الخطيرة، نتحقق عنها من خلال مراقبة البحيرات وأماكن أخرى يفور منها غاز الميثان الذي كان مخزناً بشكل آمن أسفل طبقة متجمدة من الكوكب.66 لا أحد يعلم متى سيكون اليوم الذي تنطلق فيه هذه الكميات الضخمة من الغاز بشكل لا يمكن التحكم به، مسببة فشلاً فجائياً في النظام الحراري، الذي سيعمل بدوره على تحفيز احترار منفلت وسريع جداً. وسيكون ذلك كارثياً بالنسبة لنا.
" إن الطبقات المتجلّدة السّرمدية هي بمثابة قنبلة موقوتة بانتظار أن تنفجر وبينما تواصل ذوبانها، ستنطلق في الأجواء عشرات آلاف التيراغرامات من الميثان، مما سيزيد من شدة الاحترار العالمي. إن هذا المصدر المكتشف حديثاً لم يؤخذ بعد في الحسبان فيما يخص التغيرات المناخية) ." 67 واحد تيراغرام = مليون طن(
~ د. كيتي ولترز، عالمة أخصائية في الأنظمة البيئية المائية في جامعة ألاسكا.
ليس الميثان هو فقط ما نحن قلقون حياله، فهناك العديد من الغازات التي تصدر عن المحيط. فلدينا كبريتيد الهيدروجين مثلاً والذي تعزى له إبادة أكثر من%90 من المخلوقات الحية في تاريخ الكرة الأرضية القديم. 68 وحسب نسبة التركيز، يستطيع كبريتيد الهيدروجين أن يتسبب بالضرر لمختلف أعضاء الجسم. كالعينين والأنف و الحنجرة، ويسبب انقباض الشِّعب، والإجهاض اللاإرادي، و فشل في وظائف الجسم، إضافة إلى الصداع والدوران، الإقياء، السعال، صعوبة التنفس، تلف العين، وأيضاً الصدمة، والغيبوبة، والموت.. إلخ إذاً يمكن أن نموت من الغاز. ولم نتكلم بعد عن الاحترار العالمي.
تنطلق في الوقت الراهن كميات كبيرة من الميثان إلى الأجواء، وحسب أبحاث العلماء فإن الناس الآن يتعرضون أكثر للإصابة بالأمراض العقلية بالإضافة إلى أشكال أخرى من الأمراض الجسدية.
كما يمكن للميثان أن يسبب آلاماً في الرأس وقصوراً في الجهاز التنفسي والقلب، ويسبب الموت اختناقاً إذا كان بتراكيز عالية، ذلك يشبه التسمم بأول أكسيد الكربون. إنه مميت أكثر بـثلاثة وعشرون مرة من ثاني أكسيد الكربون. إذا كان تركيز الميثان عالياً، كأن يبلغ مثلاً ) 1000 جزء بالمليون(؛ فذلك يعني أن شهيقاً واحداً كفيل أن يوقف عملية التنفس ويجعلها تخفق على الفور.
الغازات الفتاكة الأخرى الناتجة عن تربية المواشي
تنبعث غازات عديدة فتاكة من صناعة تربية الحيوانات من أجل لحومها وألبانها. فهي المصدّر الأكبر لغاز أكسيد النتروز في العالم بنسبة تصل حتى%65 وهو من غازات الدفيئة الذي تصل قدرته على احتباس الحرارة حتى ثلاثمائة ضعف مقارنة بثاني أكسيد الكربون. و ينبعث من هذه الصناعة مايقدر بـ 64 % من الأمونيا في العالم، التي تسبب الأمطار الحامضية وكبريتيد الهيدروجين، وهو غاز قاتل. لذلك فإن إيقاف الصناعة الحيوانية يعني تماماً التخلص من كل هذه الغازات المهلكة، بما فيها الميثان. 69
الأثر المدمّر للكربون الأسود
الكربون الأسود هو جزيء حابس للحرارة بقدرة تصل حتى ستمائة وثمانون مرة زيادة على ثاني أوكسيد الكربون، ويسبب ذوبان الصفائح والأنهار الجليدية بشكل أسرع حول العالم. إن 40 % من انبعاثات الكربون الأسود تأتي من حرق الغابات من أجل تربية المواشي.
ولقد وجد العلماء أن 60 % من جزيئات الكربون الأسود في منطقة القطب الجنوبي قد حملتها الرياح القادمة من غابات أمريكا الجنوبية التي تُحرق لتوسيع الأراضي من أجل إنتاج المواشي. 70
أوقفوا إنتاج اللحوم كي نحقق تأثيراً مبرِّداً سريعاً
إذا أردنا أن نرى آثار التبريد على كوكبنا في العقد القادم أو العقدين القادمين، فالخطوة الأكثر تأثيراً هي إنقاص انبعاثات غاز الميثان أولاً. ولأن الصناعة الحيوانية هي المصدر الأعظم لهذا الغاز على الكوكب كله؛ فإن النظام النباتي الصرف هو السبيل الأسرع لإنقاص الميثان، بهذه الطريقة نبرّد الكوكب بسرعة وبشكل ناجع.
أظهر الباحث الأمريكي الدكتور كيرك سميث عضو هيئة التغير المناخي العبر حكومية (IPCC)، أن معدل تبدد الميثان خلال سنوات قليلة يتخطى بكثير معدل ثاني أوكسيد الكربون بل أنه سيختفي تقريباً بالكامل خلال عقد من الزمان، لكن ثاني أوكسيد الكربون سيبقى في الأجواء يرفع حرارة الكوكب لآلاف السنين! من هنا فإن أردنا تبريداً سريعا للكوكب وجب علينا التخلص من الغازات التي تزول من الجو بشكل أسرع. 71 بعبارة أخرى، يسبب الميثان ضرراً شديداً على المدى القصير، ولكن إذا ما أوقفناه، سيكون بمقدورنا أن نعكس مسار الاحترار العالمي بسرعة كبيرة. وأفضل الحلول هو التوقف عن تناول اللحوم، التوقف عن قتل الحيوانات، التوقف عن تربية الحيوانات. وعندها سيتوقف انبعاث الميثان و أكسيد النتروز! وهكذا نكون قد اقتطعنا قدراً كبيراً من الهواء الملوث الذي نتنشقه، وقدراً كبيراً من عملية الاحتباس الحراري. وكما قلت مسبقاً، سيتوقف 80 % من غالبية الاحترار العالمي مباشرة، وسنرى نتائج ذلك في بضعة أسابيع.
حافظوا على المحيطات
توقفوا عن إنتاج المناطق الميتة!
هناك فائدة أخرى عظيمة يمكننا تحقيقها بإيقافنا للإنتاج الحيواني. ولدينا مثلاً النطاقات البحرية الميتة، التي تسببها الأسمدة المنحلة في الماء الجاري إلى المحيطات، والمستخدمة في زراعة المحاصيل المعدة أصولاً لإطعام الحيوانات. تشكل المناطق الميتة تهديداً حقيقياً لأنظمة المحيط البيئية، لكن يبقى بإمكاننا إعادة إحيائها إذا توقفنا عن تلويث المحيط من ما ينتج عن صناعتنا الحيوانية ونشاطاتها.
تبلغ مساحة المناطق الميتة الشاسعة في خليج المكسيك “مساحة نيوجيرسي”، حيث تختنق هناك جميع أشكال الحياة البحرية، وتسود هذه المناطق نتيجة جريان
النتروجين مع الماء إلى المحيط من مناطق الغرب الأوسط، ومخلفات الحيوانات والأسمدة المستخدمة في المحاصيل المخصصة لها. كل هذه المخلفات سامة جداً فهي تحتوي على المضادات الحيوية، والهورمونات، والمبيدات الحشرية، وتحوي أيضاً على عشرة وحتى مئة ضعف من تركيز الجراثيم المميتة مثل الـ أي كولاي (E.coli) أو بكتيريا القولون و السلمونيلا(salmonella) مقارنة بالمخلفات البشرية. 72
حدث في عام 1995 ، أن انفتحت بحيرة ضحلة )هَور( لجمع فضلات الخنازير مساحتها ثماني أكرات 32000) م2 (في كارولينا الشمالية، وتدفق منها 25 مليون غالون من تلك الفضلات السامة، وهو ضعف كمية النفط المتسرب في حادثة إكسون فالديز (Exxon-Valdez oil spill) الشهيرة ]من 260000 إل ى 750000 برميل أو 41000 إلى 119000 متر مكعب من النفط الخام[ لقد أدى تدفق مياه البحيرة إلى موت مئات ملايين الأسماك على الفور في نهر )نيو ريفر (
في الولاية، نتيجة لوجود النترات في المخلفات، عدى عن الآثار الضارة التي سيسببها التلوث حالما يصل إلى المحيط.73
" ازداد عدد المناطق البحرية الميتة المستنفذة الأكسجين من تسعة وأربعون منطقة في الستينات إلى أربعمائة وخمس مناطق عام 2008 " 74
~ روبرت ج.دياز، و روتجر روزنبرج، عالما الأحياء البحرية البارزان.
أوقفوا الصيد وأنعشوا الحياة البحرية
نحن بحاجة ماسة وشديدة للأسماك في البحار كي تعمل على توازن المحيط؛ وإلا ستكون حياتنا في خطر.
يسهم صيد الأسماك في الاحتباس الحراري بشكل رئيسي فهو يسبب الاضطراب في الأنظمة الأحيائية المعقدة لمحيطات العالم. إن وجود أنظمة أحيائية مائية متوازنة هو غاية في الأهمية، حيث أن أكثر من ثلثي الكوكب تغطيه المحيطات. إن المحيط نظام أحيائي معقد جداً، حيث كل كائن حي فيه له وظيفته الفريدة. لذا، فحتى إزالة سمكة صغيرة من أجل أن يأكلها البشر تُحدث خللاً في البحار. في الحقيقة، نحن نرى آثار عدم التوازن هذا على الثدييات البحرية.
أوقفوا الصيد وستنهض الحياة البحرية من جديد. إن الصيد الجائر سببَّ اختفاء أسماك السردين من شاطئ ناميبيا، وأدّت الاندفاعات الغازية الضارة إلى تشكل نطاق ميت يدمر النظام الأحيائي في المنطقة كلها تبعاً لغياب هذا الصنف المتواضع والجبار، وذي المنفعة البيئية الكبيرة. 75
نتيجة للصيد الجائر، أمست الأسماك المتبقية أصغر حجماً، حتى أن فتحات شباك الصيد جُعلت أصغر كي تمسك بها، مما أدّى إلى اصطياد أنواع أخرى من الأسماك، الأمر الذي يؤدي إلى تدمير أنظمة أحيائية بحرية أكثر، ويودي بحياة الكثير من الأسماك التي تجفف أو تطحن لتمسي علفاً للحيوانات أو تستخدم كأسمدة، وإما أن ترمى في المحيط ثانية كأسماك ميتة. فمثلاً؛ مقابل كل طن من القريدس يتم جمعه، تقتل ثلاثة أطنان من أنواع السمك الأخرى وترمى بعيداً. كذلك أظهرت دراسة أمريكية أن الخنازير والدجاج تجبر على تناول أكثر من ضعفي ما يتناوله الشعب الياباني من المأكولات البحرية، وستة أضعاف ما يستهلكه البشر في الولايات المتحدة. إن ثلث كمية الأسماك التي تصطاد في العالم اليوم على الأقل، تذهب علفاً للحيوانات، وليست لنا حتى نحن البشر.
" إذا تحققت التقديرات المتنوعة التي تلقيناها، فنحن في وضع ينبئ أن السمك، في غضون أربعين سنة من الآن، سينفذ فعليا ً." 76
~ بافان سوكديف، رئيس برنامج البيئة في الأمم المتحدة لتشريع القوانين الاقتصادية الخضراء.
هناك عامل آخر يسمى التحمّض، سببه فقدان أنواع معينة من الأسماك أدت إلى زيادة حموضة المحيط، الأمر الذي قلص من قدرة المحيط على امتصاص ثاني أكسيد الكربون.
إن مزارع الأسماك هي تماماً كمزارع الحيوانات على البر، ولها ذات الآثار الضارة بالبيئة، التي من بينها تلويث المسطحات المائية. تُوضع أسماك المزارع في مساحات كبيرة محاطة بالشباك على شطآن المحيطات، تتراكم فيها فضلات الطعام، ومخلفات الأسماك، والمضادات الحيوية، إضافة إلى عقاقير ومواد كيميائية أخرى تتسرب جميعها إلى المياه المحيطة مسببة الأذى للأنظمة الأحيائية وملوثة موارد مياه الشرب.
يعتقد بعض الناس أن أكل الأسماك لا يسبب الكثير من الأضرار البيئية، لذلك أرجو منهم أن يعيدوا النظر في اعتقادهم هذا. إن استهلاك أي منتج حيواني يؤثر سلباً وعلى الإطلاق على محيطاتنا وعالمنا بأكمله.
توقفوا عن التسبب بنقص المياه
تربية المواشي: أعظم مسرف للمياه
“ يجب أن نعيد النظر في أساليبنا الزراعية وكيفية إدارة مواردنا المائية، حيث تستهلك الزراعة وتربية الماشية 70 % من الماء العذب، وتسهم حتى 80 % في إزالة الغابات.”
~ بان كي- مون
الماء كل شيء لوجودنا، ويتوجب علينا القيام بكل ما يمكننا فعله كي نحافظ على المياه. سيكون إتباع النظام النباتي الصرف الخطوة الأولى بهذا الاتجاه، لأن الصناعة الحيوانية تستهلك أكثر من 70 % من المياه النظيفة على الكوكب.
هناك مليار ومئة مليون إنسان لا يمكنهم الحصول على مياه شرب آمنة، بينما نهدر 3.8
تريليون طن من الماء النظيف والثمين كل سنة على إنتاج المواشي. لدينا أكثر من ست مليارات إنسان في هذا العالم، حيث المياه الباطنية أخذت بالجفاف والموت، تلك المياه المغذية للآبار التي توفر الدعم لنصف سكان العالم.
وحيث الأنهار العشرة الأعظم في العالم تجف وتتراجع، مع ثلاث مليارات شخص
تعوزهم المياه.
هل نعاني نقصاً في الماء؟
وجبة واحدة من لحم البقر تستهلك أكثر من 1200 غالون ماء. وجبة واحدة من لحم الدجاج تستهلك
330 غالون ماء.
وجبة نباتية كاملة صرفة تحتوي التوفو والأرز والخضروات تستهلك 98
غالون ماء. 77
حتى إن توقفنا عن الاستحمام، وعن تنظيف أسناننا، فذلك لن يفيدنا بشيء ما لم يتوقف الناس عن تناول اللحوم.
إن الأمريكيين قلقون جداً من مسألة نقص المياه؛ فقد ذاب الكثير من أنهارهم الجليدية، وجفت أنهارهم أكثر. وفي السنوات القليلة القادمة بالكاد ستكفي ثلاثة وعشرون مليون إنسان سيعتمدون عليها من أجل البقاء فقط. 78
الحمية النباتية الصرفة العضوية: الحفاظ على أكثر من 90 % من المياه
إنتاج اللحوم يستهلك كميات مهولة من المياه، إذ يتطلب إنتاج وجبة واحدة فقط من لحوم الأبقار حوالي 1200 غالون من الماء النقي والنظيف. 79 وعلى العكس من ذلك، فإن وجبة نباتية كاملة تكلف 98 غالوناً فقط؛ أي بنسبة 90 % أقل أو ما يزيد عليها.
اتبعوا النظام النباتي العضوي
الصرف لإنقاذ مياه العالم
المصدر: مارسيا كريث (Marcia
Kreith) ، كميات الماء في منتجات كاليفورنيا
الغذائية، مؤسسة ثقافة شؤون المياه. أيلول 1991 ،)الجدول E3 ،ص 28 (
نستطيع أن ننهي عجز المياه. فلم يعد بإمكاننا خسارة الماء بينما الجفاف يبتلي المزيد من السكان . وعليه، إذا أردنا أن نوقف العجز المائي ونحافظ على الماء النفيس وجب علينا أن نوقف المنتجات الحيوانية.
حافظوا على الأراضي
أوقفوا الرعي الجائر والتصحر
إن قطاع تربية المواشي هو الاستخدام الإنساني الأكبر والوحيد للأراضي، وهو القوة الفاعلة العظمى وراء دمار الغابات المطيرة.
يجب أن نوقف رعي الماشية من أجل حماية التربة، وحماية حياتنا. إن رعي الماشية الجائر هو سبب رئيسي للتصحر ولأضرار عديدة أخرى، وهو المسؤول عن أكثر من 50 % من تآكل التربة. لدينا فقط 30 % من اليابسة التي تغطي الكوكب، ومن هذه الـ 30 % النفيسة، نستخدم فقط ثلثها، ولانستخدمها حقيقةً من أجل بقائنا بل على شكل مراعٍ أو لإنتاج أطنان من الحبوب تستخدم علفاً للحيوانات، وكل ذلك لإنتاج بضعة قطع من اللحم.
فعلى سبيل المثال، إن حوالي المليار أكراً 4050000) كم (2أو 80 % من مجموع الأراضي الزراعية في الولايات المتحدة، التي تستخدم نصف أراضيها ككل في إنتاج اللحوم، بالمقابل فإن أقل من ثلاثة ملايين أكراً تستخدم لزراعة الخضروات في البلاد. 80
وفي المكسيك، أقرت الأبحاث الحديثة أن 47 % من الأراضي قد دقت ناقوس خطر التصحر نتيجة الأضرار الناجمة عن صناعة الرعي والماشية .
81 كذلك
هناك 50 إلى 70 % من الإقليم تعاني من الجفاف بدرجات مختلفة. إن قطع الأشجار من أجل تحويل الأراضي إلى مراعٍ للماشية خلق حالة من عدم الاستقرار وسبب تآكلاً جدياً في التربة عبر المكسيك كلها. وهناك قرابة ثلثي الأراضي في مناطق المكسيك الشمالية مصنفة على أنها في حالة تعرية تامة أو أنها ستمسي كذلك. 82 فعندما تأكل الماشية كل النباتات والأعشاب وتدوس الأرض بأقدامها فكل ما يتبقى هو أرض شبه إسمنتية غير قادرة على إنبات أي شيء، وهذا ما يزيد على الاحترار العالمي سوءاً، لأن المزيد من الكربون ينطلق من النباتات الميتة والتربة العارية.
استئصال الجوع العالمي من جذوره
إذا ما تناول كل فرد الطعام النباتي الصرف سيكون هناك ما يكفي من الطعام لعشر مليارات إنسان
هدر الأراضي في تربية الماشية
هل نعاني نقصاً في الغذاء؟ كم عدد الأشخاص الجائعين في العالم؟ 20.1 مليار إنسان. كل خمس ثواني
: يموت طفل جوعاً. الحبوب التي تطعم للحيوانات الآن تكفي لتطعم قرابة 2 مليار إنسان.
83
~ جولي جيلاتلي و توني هاردل
%90من محصول الصويا، و 80 % من محصول الذرة، و 70 % من جميع ما يزرع من حبوب أخرى في الولايات المتحدة تُطعَم للحيوانات من أجل تسمينها، في حين يمكن أن تطعم هذه الكمية لـ 800 مليون إنسان جائع. 84
لدينا أناس جائعين، وأطفال يموتون كل بضعة ثوانٍ لأننا نستغل الكثير من الأراضي، والكثير من المياه، والكثير من الطعام المخصص للحيوانات بدلاً من أن يخصص للاستهلاك البشري.
إذا ابتعدنا عن أكل اللحوم، عندها سنستخدم المنتجات الزراعية والحبوب لإطعام البشر بدلاً من إطعام الكثير من الحيوانات المستولدة في المستقبل، وسوف يختفي الجوع نهائياً، ولن يكون هناك المزيد من الحروب التي يسببها الجوع، وستكون
لذلك آثاراً ضخمة جداً.
فعالية استخدام الأراضي
البروتين المستخدم بالأكرا مقدرا بالباوند
المصدر: مجموعة FAO/WHO/UNICEF
;USDA الاستشارية للبروتين2004
إضافة إلى ذلك، فكلما استعملنا الطرائق العضوية الطبيعية في الزراعة كلما توفر لدينا طعام أكثر، وازددنا صحة وأمست التربة صحية أكثر، وستتعافى التربة مما سيؤمن ذلك لنا وفرة في الغذاء.
توقفوا عن إزالة الغابات
يجب أن نحرّم إزالة الغابات، وأن نزرع أشجاراً أكثر بالطبع. حيثما توجد تربة متعرية أو أراضٍ خالية وجبت علينا زراعة أشجارٍ أكثر.
يتسبب إنتاج اللحوم بالجزء الأكبر من إزالة الغابات، حيث تقدر الأمم المتحدة أن إزالة الغابات تساهم بما يقارب الـ 20 % من انبعاثات غازات الدفيئة، حيث أن إزالة الغابات مرتبطة بإنتاج اللحوم .
86 يخصص 80 % من غابة الأمازون الممسوحة لرعي قطعان الماشية المخصصة للذبح لاحقاً، أما المساحة المتبقية فتزرع بمحاصيل فول الصويا الذي يستخدم الجزء الأكبر منه كعلف للحيوانات.
نحن نقطع سنوياً غاباتٍ بمساحة إنجلترا، فقط من أجل تربية الحيوانات. ولهذا السبب يحترُّ كوكبنا وتعاني أماكن عديدة من العالم المشاكل.
يدمّر ما يعادل مساحة ملعب كرة قدم من الغابات المطرية كل ثانية فقط لإنتاج250 قطعة همبرغر. 87
نخسر 55 م 2من الغابات المطرية مقابل كل شريحة من لحم البقر المفروم
الخاص بالهمبرغر. 88
تلعب الغابات دوراً ضخماً في امتصاص ثاني أوكسيد الكربون فعلى سبيل المثال غابات منطقة شمال غرب الولايات المتحدة المطلة على المحيط الهادي قادرة على امتصاص نصف الغازات المنبعثة من ولاية أوريغون كلها.
وحسب منظمة السلام الأخضر البيئية، فإن 8% من الكربون الناتج من الغابات على الكوكب مخزن في الغابات المطرية الفسيحة على حوض نهر الكونغو في إفريقيا الوسطى. ويتوقع العلماء أنه باستمرار إزالة غابات الكونغو سنطلق ما يعادل الكمية ذاتها من ثاني أوكسيد الكربون التي أطلقتها المملكة المتحدة على مدار الستين سنة الأخيرة! 89 من المهم إذاً أن نحافظ على الغابات بما أننا
مازلنا قادرين على ذلك.
تقوم الأشجار بجذب المطر، وتحفظ التربة وتوقف التعرية، وتمنح الأكسجين والظلال، وتقدم المسكن لأصدقاء الغابة البيئيين، تلك الحيوانات التي بدورها تحافظ على استمرار كوكبنا بطريقة بيئية أحيائية جيدة.
لا يتوقف ضرر إزالة الغابات عند التغييرات الدائمة على درجات الحرارة والهطولات المطرية والأنماط الجوية والتي تنظمها جميعاً الغابات، ولا عند ملايين الناس الذين قد يخسرون سبل عيشهم المعتمدة على الغابات. فهناك ما هو أكثر من ذلك؛ إذ لدينا انقراض أجناس النباتات والحيوانات بشكل أسرع مئة مرة من المعدل الطبيعي، الأمر الذي يدمر أنظمتنا الأحيائية البيئية.
لحسن الحظ أن الحل الآن جاهز وبين أيدينا، إنه الحل النباتي الكامل، والعضوي. علينا أن نقبل هذا الحل النباتي الصرف العضوي كحل أول و وحيد لإنقاذ كوكبنا الآن وحالاً.
إن المراعي والأراضي المخصصة لإنتاج أغذية الحيوانات يمكن أن تصبح غابات تساهم في تقليل الاحترار العالمي. إضافة إلى أنه إذا قمنا بتحويل جميع الأراضي المعدة للزراعة إلى مزارع خضروات عضوية، فلن يؤمن ذلك جميع احتياجات الناس من الغذاء وحسب، بل من الممكن أن يعمل أيضاً على امتصاص حتى 40 % من جميع غازات الدفيئة في الجو. إضافة إلى التخلص من أكثر من %50
من الانبعاثات الصادرة عن تربية المواشي. 90
خلاصة القول، بوسعنا التخلص من معظم الغازات المسببة للاحتباس الحراري والتي هي من صنع الإنسان عبر تبني نمط الحياة النباتي العضوي الخالي من المنتجات الحيوانية.
حافظوا على الطاقة
تكلفة إنتاج اللحوم من الطاقة
إن إنتاج اللحوم عملية مستهلكة للطاقة بشكل مركز وعاجزة عن أداء الغرض منها بصورة فادحة. يستهلك إنتاج كيلوغرام واحد من لحم البقر حوالي169 ميغاجول من الطاقة)أي 169 مليون واط(، أو ما يكفي من الطاقة لقيادة سيارة أوروبية عادية لمسافة 250 كيلومتر!
المصدر: جيدون إشل و باميلا مارتن” الحمية، الطاقة، الاحترار العالمي” Gidon Eshel and Pamela A. Martin، “Diet، Energy،and
Global Warming”، Earth Interaction، Vol 10 (2006)، paper No. 9.
إن شريحة لحم بقر واحدة تزن ست أونصات تستهلك ستة عشرة ضعفاً من الوقود الأحفوري زيادة على ما تستهلكه وجبة نباتية صرفة تحتوي على ثلاثة أنواع من الخضار إضافة إلى الأرز.
يشير الدكتور راجِندرا باتشواري عضو الـ IPCC التابعة للأمم المتحدة إلى أن اللحوم تحتاج إلى تبريدٍ مستمر أثناء التخزين والنقل، إضافة إلى زراعة وتنمية أغذية الحيوانات من ثم نقلها، والكثير من أعمال الرزم، من ثم الكثير من الطهي بدرجات حرارة عالية ولأوقات طويلة، عداك عن الكثير والكثير من فضلات الحيوانات التي تحتاج لمعالجة وطرق للتخلص منها. إن إنتاج اللحوم مكلف جداً وغير كاف أو مُجدٍ، وليس مستداماً على الإطلاق، في الحقيقة أن إنتاج اللحوم لمجال عمل سيء. 91
الثمن الحقيقي للحم
لإنتاج باوند واحد من لحم البقر سيكلفنا ذلك 2500 غالون من الماء، و
12 باوند من الحبوب، و 35 باوند من التربة السطحية وما يعادل غالون بنزين من الطاقة. إذا ما انعكست جميع هذه التكاليف على سعر هذا المنتج، ومن غير إعانات، سيكلف حينها أرخص همبرغر في الولايات المتحدة35
دولاراً.
92
~ جون روبنز
استعادة التنوع الأحيائي
كل ما على هذا الكوكب، بما في ذلك نحن، مرتبط ببعضه البعض. فنحن نساعد بعضنا لنجعل حياتنا مريحة وملائمة للعيش. لكن إذا لم نعي ذلك فنحن نتسبب في مقتلنا؛ فكل مرة نقتل فيها شجرة أو حيواناً نقتل فيها جزءاً صغيراً من أنفسنا.
التهديد
المحيق بالأجناس مقدراً بشكل شمولي في مجموعات تصنيفية
أمانة سر مؤتمر التنوع الأحيائي: مراقبة التنوع الأحيائي العالمية
Global Biodiversity Outlook 3، 2010
http://www.cbd.int/
doc/publications/gbo/gbo3-final-en.pdf، 28
فقدت المحيطات والمجاري المائية أجناس عديدة من الأسماك، وهلكت نطاقات بيئية مائية بأكملها، كالشعاب المرجانية التي دمرت نتيجة لممارسات الصيد بالشباك وباستخدام المتفجرات، أما على الأرض، فإن إنتاج اللحوم مسؤول عن تصفية مناطق شاسعة لجعلها منتجة للمحاصيل الرعوية، كفول الصويا الذي يطعم للمواشي.
مع هذه النشاطات التي تستلب تنوعنا الأحيائي بشكل رئيسي، كانت هناك هذه الزيادة الخطيرة في أعداد النباتات والحيوانات المختفية. 93
استرداد الأنهار والتربة من حالة التلوث
إذا كنا نريد حقاً أن نحافظ على الماء النظيف والآمن من أجلنا ومن أجل أطفالنا؛ يجب علينا إيقاف الإنتاج الحيواني وتبني النظام الغذائي ذي الأساس النباتي.
تقول تقديرات الوكالة الأمريكية لحماية البيئة أن الزراعة، والتي تخدم بغالبيتها إنتاج اللحوم، تساهم تقريباً بثلاثة أرباع مشاكل تلوث المياه في البلاد. 94
إن مزرعة خنازير واحدة ولنقل أنها تحوي خمسمائة ألف خنزير، تخلف سنوياً أكثر من مليون ونصف المليون شخص يقطنون حي مانهاتن في مدينة نيويورك في ولاية فرجينيا، وتصدر مزارع الدجاج النتروجين الملوِّث أكثر بمرة ونصف من جميع السكان في ذات المنطقة، وليس هناك من قانون ينظم ذلك.
في أيرلندا مليون وثمانمائة ألف خنزير تخلف فضلات أكثر من مواطني البلد بأكمله والبالغ عددهم أربعة
ملايين ومائتي ألف نسمة! في حين أن الأرض لا تستطيع امتصاص كل تلك المخلفات، فالفائض الكثير منها يذهب إلى أنهارنا وتربتنا. طبعاً نتكلم هنا عن كميات مريعة من المواد السامة التي تفرض مجموعة مرعبة من المشاكل، بما في ذلك الغازات السامة مثل كبريتيد الهيدروجين والأمونيا، ومخلفات المبيدات والهورمونات والمضادات الحيوية، إضافة للجراثيم والبكتيريا مثل الـ: أي كولاي (E.coli)
التي يمكن أن تسمم، بل إنها بالفعل تسمم الأطعمة وتسبب الموت أيضاً.
إضافة إلى الفضلات تجري أيضاً تلك الأسمدة الكيميائية التي تستخدم في المحاصيل التي تذهب غذاءً للحيوانات، والتي تم توثيقها من قبل العلماء أي أن الأسمدة تسبب المناطق الميتة في المحيطات كما وتؤدي أيضاً لنمو سريع للطحالب السامة، تلك الإشنيات الخضراء التي تنمو في الماء. حدث ذلك مؤخراً في منطقة “بريتاني” في فرنسا، حيث تربى غالبية مواشي البلاد وحيث يقع ثلث مزارع إنتاج الألبان والأجبان.
على شاطئ بريتاني، تَسببَ تدفق الفضلات والمواد الكيميائية إلى البحر بنمو سريع للطحالب السامة التي تبعث بغاز كبريتيد الهيدروجين الفتاك والمميت. لقد سمعنا في الأخبار مؤخراً، أن حصاناً سقط صريعاً في غضون نصف دقيقة بعدما خطا في هذه الطحالب، وأن الحالة الصحية لأكثر من ثلاثمائة شخص يتم فحصها للسبب ذاته في أرجاء تلك المنطقة.
في الحقيقة أن ما يجعل الأمر أشد سوءاً هو عدم وجود ضوابط البتة على مخلفات الحيوانات، بمعنى آخر أنه ليس هناك من شيء يوقف سلوكيات التلويث التي تسبب الأمراض أو حتى الموت لأعداد كبيرة من الحيوانات والبشر على حدٍ سواء.
)انظر الملحق 9 لمزيد من الأمثلة عن التلوث بمخلفات الحيوانات.(
التخفيف من التكلفة المادية و الصحية
توفير تريليونات الدولارات تكاليف التخفيف من التغير المناخي
يقلق قادة الدول الآن من تكلفة تخفيف آثار التغير المناخي. لكن الخبر الجيد يقول أنه إذا ما تحول سكان العالم إلى النظام الغذائي الخالي من المنتجات الحيوانية، عندها يمكننا تخفيف تلك التكاليف إلى النصف أو أكثر من ذلك، وذلك يعني عشرات تريليونات الدولارات.
• تكلفة التغير المناخي
“تقول تقديرات الهيئة الأوروبية أن تكاليف التغير المناخي قد تصل حتى47 تريليون دولار .
إن كل متر يرتفع من مستوى سطح البحر يزيد من أثر الأعاصير المخرب بما يكلف 1.5
تريليون دولار”.
95
~ العالمان البيئيان: “ف. أكيرمان”
و
“إ.
ستانتون”
“إن تكلفة إهمال هذا الأمر في اليابان ستبلغ
176 مليار دولار سنوياً بحلول عام ”. 2100 96
~ البروفيسور نوبو ميمورا وزملاؤه
• مقدار التوفير في الحمية النباتية الصرفة
“إن التبني العالمي للحمية النباتية يستطيع أن يلغي 80 % من الـ
40تريليون دولار)أي
32 تريليون دولار(، وهو المبلغ المقدر لتكلفة تلطيف التغيرات المناخية بحلول عام97 “.2050
~ إيلك ستيفست، من وكالة التقييم البيئي، هولندا.
التقليل من تكاليف الرعاية الصحية
إن مخاطر تناول اللحوم تبدو جلية أكثر وأكثر في أيامنا هذه، فالمواشي تُعطى الهورمونات والمضادات الحيوية بشكل روتيني ومكثف، والتي بدورها تعرض حياة الإنسان للخطر حينما تستهلك على شكل لحوم.
وهناك أيضا تلك المنتجات الثانوية السامة الصادرة عن المسالخ كالأمونيا وكبريتيد الهيدروجين. وقد سُجلت حالات موت بين العاملين سببتها هذه المواد نتيجة لسُميّتها العالية.
إذا ما أطلقنا في الأصل على اللحوم صفة الطعام، فإنها تُعد من أكثر الأطعمة الضارة والسامة وغير النظيفة التي يمكن أن يتناولها الإنسان. إذ يتوجب علينا ألا نتناول اللحوم على الإطلاق إذا ما كنا نحب ونقدر صحتنا وحياتنا. إن العيش من غير تناول اللحوم هو أسلوب عيش يطيل الأعمار وصحي أكثر، و حكيم أكثر! لقد تبين علمياً أن اللحوم تسبب مرض السرطان بجميع أشكاله، وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم، والسكتة الدماغية إضافة إلى السمنة، وتطول هذه القائمة كثيراً وكثيراً. تقتل هذه الأمراض الملايين من الأشخاص كل سنة، والملايين يموتون نتيجة لأمراض مرتبطة بتناول اللحوم وملايين غيرهم من المرضى والعاجزين الذين مازالوا على قيد الحياة. ليس هناك نهاية للمآسي التي يسببها النظام الغذائي اللاحم، وتجب علينا معرفة ذلك الآن من خلال الإثباتات العلمية والطبية.
لم نأتي بعد على ذكر الأوضاع القذرة والبيئة الخانقة التي يتم فيها الاحتفاظ بالحيوانات إلى أن يحين وقت ذبحها، الأمر الذي يتيح انتقال الأمراض مثل فيروس إنفلونزا الخنازير. في الحقيقة، أن بعض الأمراض المنتقلة إلينا عبر اللحوم فتاكة بشكل مأساوي في كل الحالات كمثل النسخة البشرية من مرض جنون البقر. إن من يلتقط عدوى جنون البقر قد حكم عليه بالموت بشكل مأساوي ومحزن جداً، إن البكتيريا المُلوِّثة الأخرى كال: إي كولاي و السلمونيلا باستطاعتها التسبب بمشاكل صحية حرجة و أضرار على المدى الطويل وتؤدي أيضا إلى الموت.
في عالم نباتي صرف، لن يكون هناك المزيد من الأخبار المحزنة التي تعلن موت طفل ما جراء تأذي الدماغ أو الشلل نتيجة الـ:أي كولاي، تلك البكتيريا المميتة التي تأتي في الأصل وغالباً من الحيوانات المحتجزة في المزارع. لن يكون هناك المزيد من الألم والحزن نتيجة لوباء إنفلونزا الخنازير المميت، ومن مرض جنون البقر، والسرطان،والسكري، والسكتة الدماغية، والنوبة القلبية، والسلمونيلا، والإيبولا،...إلخ، وحتى الإيدز الذي نخشاه كثيراً جاءنا في الأصل من صيد الحيوانات لأكلها. إن الأمراض الحيوانية الناجمة عن البيئة البغيضة والقذرة التي تربى فيها الحيوانات مسؤولة عن 75 % من مجموع الأمراض البشرية المعدية الناشئة.
حتى الحليب، الذي قيل لنا رسمياً أنه مادة جيدة لصحتنا، اتضح أنه على العكس من ذلك تماماً، فهو سام ويسبب الأمراض ) وبالطبع الخسارة الاقتصادية( وهنا بعضها: الميكروبات البكتيرية، المبيدات، الإنزيمات الموجودة في الأجبان المأخوذة من البطانة الداخلية لمعدة حيوانات أخرى؛ سرطان الثدي والبروستات والخصيتين نتيجة الهورمونات الموجودة في الحليب؛ الليستيريا وداء كرون،الهورمونات والدهون المشبعة التي تسبب هشاشة العظام والسمنة والسكري و
أمراض القلب.
• تكلفة العناية الصحية نتيجة اللحوم و منتجات الحليب
بلغت تكلفة علاج أمراض القلب والأوعية الدموية في الولايات المتحدة عام 2010 خمسمائة وثلاثة آلاف دولار 98. ويكلف علاج السرطان في الولايات المتحدة ستة مليارات وخمسمائة مليون دولار سنوياً. وعلاج داء السكري مئة ورأبعة
وسبعون مليار دولار سنوياً. وتكلفة معالجة الأشخاص من الوزن الزائد ثلاثة وتسعون مليار دولار سنوياً. 99
لنشترِ الوقت من أجل التكنولوجيا الخضراء
ليس باستطاعتنا التخلص من ثاني أوكسيد الكربون بتلك السرعة لأننا لا نملك ابتكارات تكنولوجية أخرى نستبدل بها ما نملك الآن. فكم من سيارة كهربائية نراها تمشي في شوارع الولايات المتحدة حتى الآن؟ وكم يقلل ذلك من انبعاث ثاني أوكسيد الكربون ؟ في الحقيقة ليس الكثير،
لكن التلوث بالميثان يأتي من تربية المواشي، فإذا أوقفنا ذلك سنوقف الاحترار أيضاً!
هناك الآن بعض العلوم المتقدمة التي تلتقط ثاني أوكسيد الكربون وتمزجه مع ماء البحر لصنع مادة تشبه الإسمنت. ذلك سيقلل من ثاني أوكسيد الكربون المستخدم في الصناعات المنتجة للإسمنت و يقلل أيضاً من ثاني أوكسيد الكربون الجديد الذي يلوث الهواء. لكن يبقى تطوير أي تقنية جديدة ونشرها في الأسواق يستلزم وقتاً طويلاً.
حسب برنامج الأمم المتحدة إن مشهد المروج الخضراء الطبيعية والغابات لهو أشد أثراً في امتصاص ثاني أوكسيد الكربون مقارنة بتكنولوجيا انتزاع الكربون، البيئي. علاوة على المخاطرة التي ينطوي عليها اعتماد هذه التقنيات لأنها لم تختبر بعد، فماذا لو تسرب الكربون مرة ثانية إلى الأجواء بكميات مركزة كتلك؟ فعندما ننتزع الكربون سنة بعد سنة، وعقداً بعد عقد، نخشى في النهاية من حدوث أمر ما يؤدي لتسربه مرة أخرى، فماذا نفعل حينها؟ من هنا، يكون الحل الأفضل هو اعتماد الحمية النباتية الصرفة، فنأكل ما هو أفضل لصحتنا، وللحيوانات، وللبيئة، وستقوم الطبيعة وحدها ببقية العمل في استعادة التوازن وإنقاذ عالمنا. 100