أشعر بامتنان شديد للقادة الشجعان في العالم الذين تخطوا حواجزهم و تكلموا بصوت عالٍ من أجل الجميع. حتى لو لم تحسن العامة تقدير نواياهم الطيبة، فالسماء ستدون تلك الملاحظة. وسينالون مكافأة عظيمة فيما بعد. من الصعب جداً أن يكون المرء في موقع المسؤولية. أن تكون زعيماً، يعني أن تكون موسوما بالشجاعة، وبالرحمة وبالنبل.  لذلك أنت قائد. أنه لأمرٌ صعب أن تكون في هذا الموقع، لذلك فالزعماء قِلة.  ففي أمة ما هناك ملك واحد، أو ملكة واحدة، أمير، أو أميرة، رئيس واحد، رئيس وزراء واحد،الزعماء قلائل مقارنة بالمناصب الرفيعة في هذا العالم. لكن قلائل جدا هم الزعماء الشجعان، وهم بواسل، وصالحين، وحكماء.

نقدم دعمنا الكامل واحترامنا لكل قائد حكيم وشجاع، ونصلي كي تمنحهم السماء مزيداً من القوة والحكمة ليتمكنوا من أداء واجبهم النبيل. لأن الزعماء قلائل كما أخبرتكم، والأقل أيضاً أولئك الشجعان والحكماء منهم. أن تكون زعيماً، يعني أن تعرف ما هو جيد وما هو غير ذلك من أجل رعاياك.

وجب عليك أن تشجع الناس على القيام بتلك الأمور الجيدة وتؤمن لهم التسهيلات ليقوموا بها. أما الأمور السيئة، فعلينا إيقافها كي نحميهم. ذلك هو المعنى الحقيقي للزعيم.

شجعوا “طريقة العيش الخالية من المنتجات الحيوانية” والتي تفيد كل الناس

إن أفضل الحكومات تلك التي تعزز السياسات التي تعود بالنفع على الناس العاديين وكل الناس.  ولكي تكونوا فاعلين، يجب أن تدرك الحكومات أن الوضع الراهن خاص، وخاص جداً. إنه وضع يتطلب مقاييس استثنائية. أطلب من كل زعماء العالم وكل الحكومات بخالص الرجاء أن يعززوا نمط الحياة الخالية من المنتجات الحيوانية وبسرعة حتى يتسنى لنا إنقاذ كوكبنا. فليس لدينا وقت. لم يتبق لدينا الكثير من الوقت. لم يعد الأمر متعلقاً بالسياسة على الإطلاق. بل متعلقاً بنجاتنا نحن و أطفالنا. وإذا جشعت جميع الحكومات الناس على اتباع “الحمية الصحية الخالية من المنتجات الحيوانية”، يمكن عندها وفي وقت قصير لا يذكر إنقاذ الكوكب.

إن النشاطات التي تعود بالصحة على أرضنا بإمكانها أن تؤمن لنا سبل العيش. فنحن نعاني الآن من نقص في الغذاء، لذلك تستطيع الحكومة وبسهولة أن تدعم المزارعين النباتيين العضويين وأن ترعى تقدُّم الممارسات الخضراء الكثيرة الأخرى  التي ستساعدنا بشكل كبير، فعلى الحكومة أن تجعل أولوياتها إنقاذ الكوكب والزراعة العضوية، وتمويل الجهات العاملة على ذلك.

إلى كل قادة العالم، أناديهم مرة أخرى وأقول لهم بأن يضعوا حبهم لرجال ونساء وأطفال أوطانهم في الدرجة الأولى، كي يقبلوا بشجاعة العمل الذي يجب القيام به، ولكي يستخدموا القوة الجبارة التي بين أيديهم والتي اؤتمنوا عليها لإنقاذ العالم. إن الصناعة الحيوانية العالمية بغالبيتها تساهم الآن بالاحترار العالمي كما يفعل قطاع الطاقة أو ربما أكثر. ،اعلم أنها تساهم على الأقل بـ( 80 %)  من الاحترار. إن عملية إنتاج اللحوم تقتل شعوبكم، فهي التي تستنزف مياه الشرب على حساب الناس، وتدمر صحتهم، وتدفعهم إلى الحروب، وتولد أمراضاً قاتلة جديدة كل يوم. أنتم فقط القادرون على إيقافها. فهم بحاجة لمثالكم المشرق، والبطولي، والنباتي لأنهم يقتدون حقاً بحكوماتهم وقادتهم كمثل أعلى. فبواسطة قوانينكم من أجل الزراعة النباتية العضوية، والحملات أو القوانين من أجل التغيير الأشد أهمية باتجاه أسلوب حياة نباتي صرف سيكون الأمر أسهل عليهم. إن مواطنيكم، ورعاياكم، سيقدرونكم ويمدحونكم، سيحبونكم ويدعمونكم، وسيذكرون أنكم أنقذتم العالم لأجيال عديدة قادمة، وأنكم أنقذتم حياتهم وحياة أحبائهم وحياة أطفالهم الذي سيأتون، وسوف تكافئكم السماء بشكل عظيم. قودوا التغيير إلى النباتية. عززوا التسامح والسلام، وعندها  ستختفي كل مشاكل الفقر والنزاعات، حتى الأزمة الاقتصادية والأوبئة.

أتوجه بالشكر الجزيل إلى قادة الدول على الجهود التي بذلوها في هذا الإطار حتى الآن.

كل فرد منا جزء من الحل

اسمحوا لي أن أقول لكم بصدق أن ما نقوم به وما نخطط له ليس كافياً، وليس سريعا، لذلك أدعوكم لمزيد من الشجاعة والإيمان لعمل ما هو أكثر وبسرعة أكبر. شكراً جزيلاً لمنظمات العالم، بما فيها وسائل الإعلام التي تدرك مدى قوة الحركة الاجتماعية، لعملكم على إعلام الناس وتشجيعهم على اتباع أسلوب الحياة المشوق، والإنساني، والأنيق، ذات المنفعة الكبيرة، الخالي من المنتجات الحيوانية؛ نمط العيش النباتي الكامل. شكراً جزيلاً للأفراد، لقيامهم بالجزء المترتب عليهم لإنقاذ الكوكب. أرجوكم لدينا الكثير لنقوم به كي ننجح في مقصدنا، لكن ليس لدينا الكثير من الوقت. لذلك يتوجب علينا الاستمرار في استعجال قادتنا واستعجال إخوتنا وجيراننا على التغيير، ليكونوا نباتيين وينقذوا أنفسهم وعائلاتهم وأطفالهم وحيواناتهم، وكل ما يشعرون أنه يستحق العيش من أجله.

بإمكاننا الخروج من الخطر بسلوك الاتجاه الصحيح.  فبيتنا تندلع فيه النيران وخرطوم الماء هناك، أمامنا مباشرة. فقط علينا أن نمسكه ونبدأ باستخدامه، الأمر بغاية البساطة.  فقط كن نباتياً. أرجوكم أسرعوا قليلاً، فأيامنا أمست معدودة.

وإلى الإنسانية جمعاء، السماء تحبكم كثيراً.  لذا لدينا أمل في نجاة الكوكب أكثر من أي وقت مضى. يجب أن نستيقظ من أجل كوكب نباتي رحيم جديد، تملؤه طاقة

الحب، والحنان والبركات من السماء بلا حدود. أتضرع إلى الله أن تستمروا جميعاً بالسعي نحو السلام الذي مازال في متناول أيدينا. شكراً لكم، شكراً لكم جميعاً.